محمود سلطان - أنا الجرنالجي.. انا الصحفي

أنا تُصَاحِبُني الأفكَارُ والشَّغبُ
مَا قِيمةُ النَّايَ إنْ لم يأتنا الطَّربُ
وَجَدتُ للكَلِمَاتِ القَاسِيَاتِ صَدىً
بينَ النّيَامِ وَلو مِنْ سوْطِهَا غَضبوا
وَظِيفتي صُحفيٌ مُزعِجٌ وَبِهِ
يَهْتزُ عَرشُ الّذي مِنْ صُنعِهِ الكَذِبُ
أنَا الّذي هَابَهُ مَنْ كَانَ مُختَلِساً
وسَاقَهُمْ قَلَميْ وِرْدًا بِمَا نَهَبوا
أنا عُيُونٌ لِمَنْ لا عَينَ تَحرسُهُ
إذا غَفلتُ يَحِلُ الدّودُ والجَرَبُ
أَضَئْت ُقندِيلَ حِبري شُعلَةً هَتَكَتْ
سِترَ اللّصُوصِ وَمِنْ أنوَارِهَا هَرَبَوا
واشْعلُ الحَرفَ نَاراً مِنْ لَظى قَلَمِي
إذا رَأَي حَقَّ قَومٍ رَاحَ يُغتَصبُ
وكُلُّ طاغيةٍ لا يَسْتحي خَجَلاً
إلا إذا نَالَهُ مِنْ نَقدهِ اللّهَبُ
مَا كُنتُ يَوماً رَسُولاً مِنْ جَلَالَتِهِ
ولا مَشيتُ كَأنّي خَلْفَهُ ذَنَبُ
ولا زَعَمْتُ ـ نِفاقاً ـ أنّهُ مَلَكٌ
يُوحَي إِليهِ وَقد جَاءَتْ بهِ الكُتُبُ
ومَا حَملْتُ لهُ بَوقاً وَمَبخرةً
ولا إلي شِلةٍ بالقصْرِ أنتَسِبُ
أنا ـ هُنا ـ صُحُفيٌ هَمُّهُ وَطَنٌ
وليسَ مَنْ جَاءَ بِالصَندُوقِ يُنتَخَبُ
ومِهْنتي أرضُهَا وَحلٌ ومِنْ حُفَرٍ
مَسْكُونةٍ جثثاً أصْحَابُهُا كَتَبوا
إنْ أسْكَتُونِي فَلا أَمنٌ لنا أبداً
وتُستباحوا فلا مالٌ ولا ذهبُ
وكلُّ شئٍ سَيَبقى عِندَهمْ هدفاً
وَزائرُ الفَجرِ يَغشَانَا ويَحتطَبُ
دَفَاتريْ.. وَرَصِيدى كُلُّهَ شَرَفٌ
وَهَامَتي قَد جَرَتْ مِنْ تَحتِهَا السُّحُبُ

** محمود سلطان.. القاهرة في 5/9/2022

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى