جاكلين سلام - يا إله الكراسي والضحكات المعقّدة

هذه ضحكة ملتوية بلا صدى. قد يكون صاحبها مهزوماً، أو مصاباً بلوثة. قد يكون هندياً أحمر، هندياً آ سيوياً، أو عربياً.الضحكة القصيرة تتردد كل خمس دقائق. هذه ضحكة قصــــيرة تختــرق الجدار، تصطدم بسرير امرأة تحتمي بذاتها بعيداً عن التلفاز والراديو والهاتف.رجلُ الضحكات المعقدة قد يجيد أكثر من لغة، قد يكون معطراً حليق الذقن، يلبس شورتا أحمر وقميصاً أبيض نظيفاً. يأخذ الريموت كونترول معه إلى الحمّام. ينام بصحبة الريموت كونترول. يتحكّم بالعالم. ولا يعرف كيف يستيقظ من كوابيس يمقت أسماء أبطالها.من الذي صنع جدراناً تسمح لضحكات رجل غريب الطواف بسرير امرأة تلبس ثوباً كحلياً يشفّ عن ثدييها النافرين من مشدات الصدر! هذه الضحكات لا مستقبل لها. تقول المرأة الممددة على سرير أيامها. لا يمكن لضحكة مهما كانت متينة أن تحافظ على مضمونها حين تصطدم بجدار. مهما تعقّد مسار الضحكة، لن تلتقي مع الرصاصة في شيء. وحده الرصاص يخترق الجدران ويبقى محافظاً على غايته. القتل. هذه ضحكة لا تصيب الجسد في مقتل. للمرأة خبرة في الضحك. الضحك لغة عالمية.الضحكات التي تعلق على الجدران تفقد بهجتها، مثل الثياب. مثل ذاك الثوب الذي اشتريته في العيد. تراكمت بين أزراره وجيوبه الغبار، بانتظار رجل لا تحدّه الجدران. رجل يخرج من الحرب محمّلاً جثثاً لم تدفن. وينتظر حرباً جديدة لن يضحك في ختامها.هذه الضحكة لا تنم عن شكوى. تداعب أصابع قدمي امرأة لا يعــــرف الرجل اسمها، لغتها، وموطنــها الأول. تمد المــــــرأة يدها إلى دفـــتر بجـــوار سريرها وتكتب: الاحتمال الأول: الرجل يضحك لأنه يسمع آخر الأخبار عن كرسي الرئاسة الفارغ. ولأول مرة يدرك الرجل أن الكرسي مِحنة سواء أكان مفرّغاً أو محتلاً. يا إله الكراسي، تحنّنْ على البلاد بإيقاع يقبل القسمة بلا كسور.الاحتمال الثاني: الرجل وجلاً يضحك. يسمع خطاب الرئيس الذي احتل الكرسي لنصف قرن ولم يأخذه إلى القبر. الكراسي لا تذهب إلى القبور. الرؤساء لا يعرفون الطريق إلى الجنة. يضحك الرجل لأنه يسمع هتافات الجمهور- الضحية. الجمهور يصفق فيسيل من أصابعه المشققة دمٌ. جمهور لم يعرف كيف يموت من الضحك أو من الحزن. الاحتمال الثالث: الرجل يضحك لأن المعالج النفساني أوصاه بالضحك علاجاً. أن يضحك عشر مرات في اليوم. ويكثر من فيتامين سي.الرجل لا يرى خلف الجدار امرأة مترعة بالضحكات المؤجلة، وتكره الحروب الخاسرة والرابحة. ما بين المرأة والرجل، جدار تتسرب من خلاله شهقات النشوة الجنسية، نوبات الضحك والبكاء.وحين تلتقي المرأة بالرجل على باب المصعد، لا يتبادلان السلام.

جاكلين سلام
7 - سبتمبر2008

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى