مصطفى معروفي - ومدحتُ الفيضانَ

توطئة:
عن الشعــــر ما تنفـــكُّ فينا محدّثاً
وإنك منــه كالسمــــاءِ مـــن الأرضِ
فدعْ عنكَ شيئا في الحديثِ لأهلِهِ
فأخلاقنــا منذ القديـــم بذا تَقضي
ــــــــــــــــــــــ
أن تشرق في غير مناسبةٍ
أن تفترش الطينً
وتشرح كُمَّثراك لنا برغائبكَ
فحينئذٍ
ستكون بهيا كرغيف في
يد فلاح قامَ صباحا للمحراث
فألفاه بجناحين
تعالَ إلى الليلِ إذن
واسكب فيه زلّيج مزاجكَ
واصطحِبِ الياقوت الأعلى
والألقَ المنظومَ بدمك الآخَر
ما بين جداري والشارع
ثمةَ شجرٌ
قد كنت مدينا لدوائره الخضراء
بإحباط السأمِ لكي
لا يزهر في رئتي
وبروقي تلك الموسومة بالندرةِ
لم تنم البارحةَ
فأرّخْتُ بها سقسقة القيْظِ
ولوحتُ إلى النهر بمنديلي مثنى وثلاثَ
بلا كللٍ
كي يحذرَ من هزجٍ للشمسِ
إذا حام على ضفتهِ...
لم أعْنِ مغازلة العشبِ
وها الريح غدوت أجاورها
ومدحتُ الفيضانَ
أنا لا أرهن خيلي
سرتُ إلى جهة الأرض
فخامرَني اللؤلؤ بمباركة الكهنةْ...
رنَّ الهاتفُ
فاستبْشر حبق المنزلِ
لم يكن الجوُّ مطيراً
بل كان هناكَ صبيٌّ
يحصي كم أنملة عند الشارع في يده اليمنى.
ـــــــــــ














تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى