فوزية العلوي - الشعراء وصيادو السمك

في الحقيقة لم اكن أحب كثيرا
تأمل وجوه الشعراء
ليس فيها ما يحث السفرجل
على الضحك
ولا المشمس على ان يقول
كلمته الاخيرة
ولا أغصان ياسمين
تتحدر من جباههم
كلها موعودة
بالقلق والريح ودواوير الرمل
كلها تفتح على الردهة الخلفية للجحيم
حيث تلقى الجماجم العصية على الرسكلة
أكره قبعاتهم التي
لا علاقة لها بقصائدهم
وشعورهم التي
لا تتفق مع طول تجاربهم
والملاحم التي توهم بها حركاتهم
رغم كبوات الجياد وسقوط القلاع
الشعراء بالمقابل يكرهون صوتي
والقمصان الواسعة التي ترتديني
وولعي الشديد بعيني غارسيا لوركا
ونظراتي التي توحي بالخيلاء....
مقابل ذلك
كنت أحب كثيرا ان احملق
في وجوه الصيادين
وهم يعودون مضرجين بملح البحر
ومدججين بالاسماك ذات الاشواك القاسية
لكن لا احد فيهم يروي ملحمة مثيرة
أو يحدث عن الحوت الاخضر الذي كاد
يخرق سفينتهم
ولا حتى الملك الذي يريد
أخذ غنيمتهم غصبا
هم ينامون ملء جفونهم
بعد أن يبيعوا صناديقهم عند الميناء
ويريقون ما تبقى من الخمر في لج البحر
دون أن يغفلوا عن وجبة القطط السائبة
والتي تنتظرهم بعيون ملأى بالحب
في حين يسهر الشعراء كالمجانين
وهو يروون قصصهم الكاذبة
عن عرائس البحر
التي تحاول اغواءهم
وجذبهم الى قعر المحيط
حيث مملكة الياقوت وحجر الضحك
أنا من زمان اقلعت عن كتابة الشعر
وصرت أكتفي بأكل السمك
ومغازلة القطط السائبة

فوزية العلوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى