أرجوزة في عشبة الشاي للعلامة سيدي محمد البكري بن عبد الرحمان التنلاني التواتي ( الأدراري)

الحمد لله الذي من على * عباده بالشاهي جل وعلا
وصوب هاطل كلام الله * على النبي المصطفى الأواه
وآله وصحبه الأزهار * عدد دَور الفَلَك الدوار
وبعد فالقصد نظام مختصر * في عشبة الشاهي لصاحب بصر
سألنيه من أرى إسعافه * فضلا من اهل ودٍ واستعطافه
فصَّلته في النظم فصلا فصلا * عدد ها يد حساب يتلى
والله أستعين في تفصيله * وفضلَه أسأل في تكميله
ما جاء في المحل الذي ظهر فيه من الزمان والمكان
ظهر في الصين لبعض وزرا * ملوكه لسبب فانجبرا
فاستعملوه لوهيج الجوف * فبرؤا منه بغير خوف
وذاك يا ذا اللب في (الحادي عشر * من بعد ألف) نعمة على البشر
فصل في ما يرفع من المضار بإذن الله
وينفع الشاهي من الأحزان * والتخم والعفنة في الأبدان
وثقل الأعضاء والبروده* والنوم والتخدير والجموده
وضرر العقرب والجدريِّ * ووجع الركب في المرويِّ
ووجع الصدر وسر البلغم * وضرر الدم وضر الغلصم
كذا الزكام وسقام العين * وضرر الدماغ دون مين
وسرعة الشيب وشر الهرم * وآفة الحفظ وآفة فم
ومن رطوبة الجسوم العفنة * ومن كثافة الطباع الخشنة
وظلمة القلب وظلمة البصر * وظلمة الوجه على ما قد ظهر
فصل في ما يجلب من المنافع بإذن الله
منها صفاء القلب والدماغ * والحفظ والإفصاح والبلاغ
والعقل والفكر المصيب والنشاط * من كل ما رُمتَ من القصد المُنَاط
والنسخ والإنشاد للأشعار * والنثر والقيام في الأسحار
وقوة الباءة والعباده * وغنية الأجسام عن عيَّاده
والجود والكرم بين الناس * وبهجة الوجوه كالنبراس
وحمرة الوجوه والطِّلاقه * والحسن والبهاءِ الرشاقه
والختم بالحسنى على ما قد رَوَوا * خيرا إلى صدق العقول قدَّروا
فصل في صفة استعماله
والطبخ للما غاية مستحسنُ * ببقرج والنار تحتُ لَيِّنُ
فصُبَّه عليه في البَرَّادِ * وضع به السُّكَّر في المباد
فإن تحققت امتزاج الكُلِّ * فاشرب بكأس نفعة من كَلِّ
وعاودنْ صبَّك مَثنى وثُلاثْ * وكن به على الدوام ذا الثِّباتْ
فصل في ما يمزج به عند الشرب
والمزج بالعنبر أو بالزَّهر * أو اللويزة شفاء يبري
ونعنعٍ وشيبة الشتاء * لأنها في الفصل بُرءُ داء
فصل في آداب مجلسه
آدابُه خُلُوه من الدخانْ * ولغَطٌ ومن خصامٍ شَنَآنْ
وفاسق وأحمق ومجنونْ * وذي تكَبُّرٍ عبوسٍ مغبونْ
وذي اعتزال وعدو الدينِ * وكل ما قُبِح في المبينِ
وغير ذي التمييز من صبيانِ * ومنتن الريح من الإنسان
واختر له الضد من الإخوان * أهل الثنا والفضل والإحسان
وقدِّم الأكبر والأتقى ابتدا * يا حاذق الفهم وكن مجتهدا
فصل في المنتقى من الورق والسكر
عليك بالزبرجدي اللون * والطيِّب اللون الفخيم الحسن
فاختر له أفضل سكر فإن * لم تجدن فالكل بالنفع قَمِن
فصل في تعديل الورق والسكر
رجح مرارة على الحلاوه * إن رمت جل النفع والطِلاوه
لا سيما للكهل والشيخ وفي * فصل الشتاء فاعلمنَّ واقتفي
واعلم بان علل الإنسان * أكثرها من بلغم الأبدان
فالسُكَّر الحُلوُّ مهما غُلُّبا * هيَّج بردا وأثاراً عطبا
فصل في ميزاج الورق والسكر
ميزاجه اليبس مع الحراره * وميان صفرا سكنت مراره
والسكر الأبيض رطب باردِ * يوافق البلغم ذا البوارد
لذلك اختير له اعتدال * وأن يسوغ هنيء الإنتهال
فصل في ما يختار له من الحطب
واختير للبقراج جزل الحطب * من حطب الغاب الجزيل الطيِّب
وإن أردت غاية السرور * في النادِ آتِ آلة البابور
فصل في الرد على من جعله من جملة البدع
يا من يقول أنه مضيَّع * للمال قولك لدينا أبشع
فقد نسيت قسمة الرزاق * في الأزل الأرزاق بالإنفاق
فذا موَّسعُ عليه الرزق * وذا مضيَّقُ عليه الرفق
فلا يزيد الحرص في الإرزاق * والزهد ليس سبب الإملاق
كم عاقل ي حيَّلٍ مفتقر * وأحمق ذي نشب منتشر
لو كان بالعقل غنى الأنام * لما أصابه أخو منام
بل قد جرى بحسب التقدير * وليس بالحيلة والتدبير
يا غافلا هبَّ من النوم فقد * سبق ما سبق فاجزم واعتقد
فالهمُّ بالرزق وخوف الخلق * قاعدة لكل جرم مُشقِ
هما نتيجة وقوع الجهل * بوصفه سبحانه بالعدل
واعكف على باب الإله طالبا * نواله سبحانه وراهبا
ولا تعُدَّ ما نفقت عَدا * يمُدُّك الإله منه مَدا
فمنهمُ من يحسب الدوانق * إن استضيف فهو شر وامق
لو يعلم الكرام ما أسرَّهُ * لأعرضوا عن كل ما ادَّخرهُ
لأنه يضر بالفؤاد * والصدر والجثمان والأكباد
وخير ما تأكل مأدب الكريم * فهو شفاء القلب والجسم السقيم
لأنه يخرج من قلب رحيب * قَرُبَ باليقين من رب مجيب
فصل على تفضيله على البُنِّ المسماة (القهوة)
تفضيله خُبر عنه القيمه * وهاطلات النفع مثل الديمه
ولونه النضار في الكؤوس * مثل الجبين بزوال البؤس
وكونه حل الحلال الطيب * لم يختلف في ذوقه المستعذب
وكونه لم يعده الخمر سٍما * بين الأسامي عكس بُنٍّ انتما
وكونه موافقا للأمزجه * بعكس ذاك البُنِّ فاحذر حرجه
وكونه ليس شراب الروم * إلا قليلا فزت بالفهوم
فصل في أول من استعمله بالمغرب
أول من شربه بفاس * بعض الهدات الأوليا الأواس
من بعد ما حذَّره الإسلام * لأجل أن أتى به طعام
من جنس الإنجليز ثم استعملا * لما رأى أهل البصيرة جلا
خاتمة
وما نظمت عقده قد كملا * أحمد ربي آخرا وأولا
مصليا على الشفيع في العصاتْ * وآله وصحبه الغر الهداتْ
قد قاله محمد البكريُّ * عبدٌ لرحمانٍ أبوه أرِّى
سامحه ووالديه الغفارْ * بصوب سحب عفوه بالمدرارْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى