مصطفى معروفي - هو يوم دفع الريح إلى الهدنةِ

أنا والبحر ملاكان يزوران الأرض
ويقتسمان لآلئها
الأجدر بي أن أحفر بين الليلِ
وبيني جهةً للعائلة
وأرمي بالوحشة للأفلاكِ
لكي تقتاتَ عليها
أنا إن عرّجتُ على النهرِ
أكُنْ مأوى لعنادلهِ
أبداً لن أنسى الشجر العالي
قد كان نصيرا لي وأنا بين الريح
وبين الساحلِ
أقرأ إصحاح الطرقاتِ
وأرحَلُ
فيهبُّ المطر على قدمِي
بدوائرهِ
أمتحن الكافَ لديهِ
والنون لدى جارتهِ
وإذن كيف أشجّ الأفْقَ
بيربوع خلَويٍّ
في حين أنا من كان يجيء
إلى خيمته منتحلا
شجن الأسلافِ
فلا نايَ أبادل كفَّيَّ بكفّيْهِ
ليعتدل الظلُّ على ساقيهِ
هو يوم دفع الريح إلى الهدنةِ
أثْخنَ في الماءِ
ظننتُ بأن الشمس تحابيه
إذ أعطتْه الشغف الخافقَ
وأباحت لأشعتها الأولى
أن تغسل جبهته النبويةَ...
حضر المد إلى الضفةِ
لم يستقبله النورس
ولذا آلى أن يخلع معطفهُ
في أول عاصفة منتظرةْ.
ـــــــــــ
مسك الختام:
يبدو وسيمَ الوجـهِ ذا رونقٍ
وأنه ـ إن قال ـ عذْبُ اللسانِ
لكنـــمــــا إن يُمْتَحـنْ فعْلُـهُ
لربما يرسبُ فـي الامتحانِ







تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى