مصطفى معروفي - خيول الزنْجِ

شجرٌ يؤثث وجهه الملكيّ بالأمداءِ
يمدح ظلَّهُ
ويشارك الحجرَ الكريم يقينهُ
سمَكَ المدار بنايهِ
ومضى يخيط الأرض بالطرقاتِ
يصهل شكُّهُ
أنَّى تَوَلّى صار ينهَضُ
كي يقود إلى المياه
بهاءَها الثاني الوضيءَ
ويلبس آيةً تعلل عشقه للريحِ
حين تثير أمواج المحيطِ
بدفئها الذهبِيِّ
إليَّ ألقتْ شكَّها الحدَآتُ
أعلنتُ النخيل إقامتي الأولى
أنا جسد الحكايةِ
كم أرى من رايةٍ في الأفْقِ
تحملها خيول الزنْجِ
قلتُ:
لكَ الولايةُ
أيها الوطن الجميلُ
وليلُنا القزَحيُّ المشتهى
قد كنتُ مغتبطاً
ويكفي أنني أُزجي البروق
إلى البساتينِ التي سطعتْ
ويلزمني ربيع غامرٌ حتى أرى الأعراسَ
وهْيَ تُقامُ تَحتَ رعاية البجع الثّرِيِّ
سأصطفي شجَنا شبيها بالبحيْرةِ تغمسُ
شمس الظهيرة في أحشائها
فجّرْتُ ينبوع اليقينِ
أمام قبّرةٍ
عبَرَتْني سحُب اللغاتِ
ورخَّصتْ لي بالمرايا
جئتُ مُحتَدَمَ الأيائلِ باكراً
فظننتُ أنَّ الأرضَ ليس لها حيادٌ
من غديرٍ ذي يَمينٍ مُغلَظَةْ.
ـــــــــــ
مسك الختام:
وجرّبْتُ في الدنيا أمـــــوراً كثيرةً
فألفيْتُ من أوصابِــــها المتحـذلقا
ومن هوَ إن يطلــــعْ عليكَ بوجههِ
على الفورِ منه صار صدرُك ضيِّقا



















تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى