يعقوب المحرقي - تاج الملاك كلثوم جوهرة القلب

كلثوم جوهرة القلب

تعالق القلوب ليس كالكلمات .

فتاتي الصغيرة قلبك هو منزلي ،
وانت تعيشين
في شمس تتحدى الفصول .
(ايف دوتي )
مغتي فرنسي
"تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً
تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل
لَهَـا مُقلَـةٌ لَـو أَنَّهَـا نَظَـرَت بِهَـا
إِلـى رَاهِبٍ قَـد صَـامَ للهِ وابتَهَـلْ
لأصبَـحَ مَفتُونـاً مُعَـنًّـى بِحُـبِّـهَا
كَأَن لَمْ يَصُـمْ للهِ يَومـاً ولَمْ يُصَـل "
(امررؤ القيس)
لأنك لم تري ذبذبات الفراشات تهمس لشمعة على وشك السفر
لأنك لم تري الفراشات
تحمل الحقائب وتودع الجيران ،
وشوشت لك احداهن بخبر الشمعة وكيف ابعدت النار عن جناح فراشة عاشقة للدفء ،
ولا كيف نزل القمر على سلم
من حرير نسجته ألوان القزح ،
وادى طقوس صلاته
في محراب الفراشة .
هذه العلاقات الجريئة الحذرة المتخفية في خيوط النهار وشبكة الليل أبعدت عينيك عن المشهد الكبير لقيامة النار ورقصة الفراشة .
في الجانب الآخر من مسرح النور رايت مدينة صغيرة مقفلة برتاج الشوق كان في مخيالك مفتاح المحبة ساهرا في حراسة المدينة الصغيرة في اعماق احاسيسك ، دارت في حلمك حكايات متقطعة ومتشابكة وأخرى تم تقطيعها فلجات الى خزانة الذاكرة فااكتشفت بعضا من القطع المستحيلة والاخرى المباحة للقطع والعرض
كانت مرحلة شبيهة بمختبر للصورة والحركة وتقرير من يدخل في المخزن ومن سيضل خارجه
كانت الآلة كمقصلة ومعالج جمعت بين الذبح والحياة، (المافيولا)
هكذا رن الاسم عند خالقها الهولندي (ايوان سيروريه) عندما جلست لمشاهدة ما يجري خارج الذاكرة. وسيصبح ذكريات .
اعتقدت بأن مدينتك المتخيلة في داخلك وبان بابا مواربا يشي بمدخلها، وانك تملكين مفتاحه الذي صنعته النجوم.
تفتحين الرتاج بنور التوق وتثقبين بوهج شمعتك ضبابا ينكاتف حول المشاهد الصغيرة التي تنقطع وتعود امراة تحمل على صدرها رضيعا ليس لديه وجه وحمارا يتجول بثلاثة ارجل وخلفه يجري اخر يحمل الرجل الناقصة في الزاوية يقبع الاسكافي لصناعة الخزف والخزاف يعمل حوذيا لدى حاكم المدينة المجنون ،
هل هي مدينةمسخ او لوحة سوريالية لعاقل مجنون مشاهد المقصلة والمسلخ حرمتك اكل لحم الكائن الهش .
في الانبهار ودهشة المشاهد
مر حصانان نظرا من اعلى السور قلادة على مدينتك السحرية :
الاول: تشبه مدينة الله للقديس اوغسطين.
الثاني: هي مدينة فاضلة كالتي بناها الفارابي.
الأول: اقرب إلى فردوس ملتون المفقود .
الثاني: اتلانتيس جديدة.
وتعب الحصانان فناما على مخدة الربيع الخضراء المطرزة بورود صغيرة وردية زاهية.
في حلم الحصانين
الذي دونت كلثوم اغنياته :
صبي تقذفه حصاة فيلوذ بكتفها كبلسم شفاء .
صبية في مقتبل الحليب
تجر من اذنيها بيد سارقة للقرطين .
صبي يكتب الشعر مقلوبا ويدحرج الكلمات على قارعة الزمن .
صبية لعنتها حية خبيثة بين ثنايا لعب الاطفال .
وهكذا استمر السرد طوال الليل والحصانان ينامان ويحلمان ، وكلثوم تؤجج مدفاة القلب بطيب التاويلات .
اشرقت الشمس، انقطع السرد ،
نهض الحصانان إلى فجر جديد، ذاهبان في البحث عن مدن جديدة لاتنام .
الفتاة ذهبت في حلة الاحلام
الى افلامها تخزن فيها الذكريات طعاما للحصانين وجوهرة لقلب الحب الذي يكبر مع الزمان .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى