علي تيراب - تخرج العصافير من رأسي

أمّي ليست إيزيبيل ريمو؛
ليست ببراعة شاعرات الرّويال بار
أمي بالكاد تفكّ الخط
وبارعة، فقط، في قراءة الأحزان على وجهي.
البارحة،
في غمرة انشغالها بتنظيف المنزل،
ألقيت عليها نصا من نصوصي
ابتسمت
رمت التعب عن وجهها
وقالت:
من أين أتيت بكلّ هذا الكلام؟
اذهب واجلب لنا الخبز..
ومدّت لي الحلوى
كشخصٍ.. لا يعي ما تعني مفردة "تناص"
لا يعي ما تعني مفردة "انزياح"
لم أجد لسؤال أمّي.. الإجابة المناسبة
كشخصٍ يحبّ الكتابة
يحمل قلمه في يده
يضع الشّراك للعصافير الخارجةِ من رأسه..
ليخبّأها في فخّ الأوراق..
ويتركها بلا أجنحة لقارئ
لم يتعلّم بعد كيف يُمسك بالعصافير..
كشخصٍ خجولٍ
تربكه كلمة الشّاعر المفخّخة..
أقف أمام المرآة وأصيح:
ماذا يقصد هؤلاء؟
تربكه التّعليقات على نصوصه
في صفحته الفيسبوكية..
فيكتفى ببعض الإيموجيات الرتيبة
وكلمة شكرا
كشخصٍ لا يملك ذائقة جيدة في قراءة الشعر
لا يقرأ إلاّ القليل لأصدقاء مليئين
بالشّعر..
كهيثم الأمين
الذي يكتب جرحه..
وهو يستعير أصابع القلق..
يمشي على السّكين
ويضحك ساخرا من الجرح..
كعزّوز المليء
بالشّعر والحزن والمنفى..
تخرج العصافير من رأسي جائعة
ألملم فتات ما كتب الشّعراء
وأكتب قصيدة باردة
لتأكل العصافير.
أنا
أظلّ جائعا.
فيربّتون على جوعي بالتّصفيق!

علي تيراب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى