علي تيراب (علي المجينين) - مصيدة الرّؤوس

لنكتب نكاية بالحرب



أنا أخافُ من الحربِ
أخاف "مصيدة الرّؤوس" هذه كما تقول: أمي..
أنا احب اللّعب!
أحب أكثر أن أنطق اسم أمي "بلثغتيّ" المميزة!
أنّ انسج لها من ضوء نجمتين لامعتين "خلخال"
يأكل من ساقها "حتة" كما يقول المثل!
الآن..
وأنا العبُ
نبت ضفدعا في احد أصابعي
ضفدع أخضر
نبت في احد أصابعي السّرية
ظل يغني للسلام
ظل يقفز من أصبع إلى آخر
غنى ملء فمه
ختم أغنيته بمقطع صغير
" ستغادر الأشباح المدينة..
و ستقبل حبيبتك على أرض من رماد
وستنبت الأشجار من وحي خجلكما"
وأنا العب بالقرب من دخان معركة ما..
شاهدتُ رجلا مُسنا يخبئ رأسه تحت التّراب "ككنز"
أكمل المهمة بنجاح
وظل يركض
ظل يراوغ "المصيدة" كما تقول أمي..
حين تعب، وقبل أنّ يأخذ نفسا عميقا
نزف أسرته كاملة!
الآن
وأنا أكتب خوفيّ هنا
قد لا استطيع المراوغة أكثر
قد اسقط!
ولكن، أكثر ما يحزنني في الأمر
أنّ آخرون هم من سيتحملون فداحة هذا السّقوط و"سينزفوننيّ"
وقد انجو نصف نجاة ولكنّي أيضا سأنزف آخرين
"لا منتصر على جثث شعبه"
كما يقول: حمدوك!
تقول: أمي
في حرب قديمة
حاول جدك مراوغة "المصيدة" بحيلة بارعة
خبأنا جميعا في قلبه
ودس قلبه في جيبه
كنا في امان..
إلّا أنّ جلس على مقعد الحافلة الأخير
اصدرنا جميعا صوتا واحدا "طج"
غادر هو إلى السّماء
وترك لنا الألم..
أنا أخاف الحرب
وأحب اللّعب
اللّعب سهل جدا
لذلك خلق اللّعب للأطفال فقط!
لو استطعت إجادة لعبة السّاحر ذا القبعة
ذاك الذي يخرج أرنبا من الداخل الفارغ
كنتُ..
سأدسكم جميعا في الدّاخل..
وألقي بكم في اليم..
رُبما
تنجو
من هذه المصيدة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى