ما زال الخلاف الممتد منذ عدة عقود قائما و مستمرا وقابلا للاشتعال في أية لحظة بين عائلة الشاب و الجيران , ينشط حينا ويهدأ أحيانا أخرى، أغلبها فترة شهر رمضان والعيد الكبير ،فقد ورث والده الخلاف من جده .قبل أن يصل إليه من جده الأكبر، إذ كان كلا الطرفين يورث الجيل اللاحق هذه الخصومة للجيل الذى يليه وعلى رأي المثل :" العرق يمد لسابع جد" . الغريب في الأمر أنه لا أحد من الطرفين المتخاصمين يتذكر أسباب الخلاف بمرور الزمن ، فنسيت الأسباب وبقي الخلاف والعيش بداخله بكل خلجة نفسية من مشاعرهم، وكأنه الهدف المنشود .
ما علينا .. ماذا يفعل الشاب الذى يجيد الحكم على الأمور، ويرى أن أطراف الخصام يعيشون لحسابه ، اكثر ما يحيون لأنفسهم ،فقد عرض من أجل ذلك الصلح كثيرا على العقلاء من أفراد عائلة الجيران و قوبل طلبه بالرفض ، مثل ما رفض طلب والده ومن قبله جده حتى نصل لسابع جد, أو أكثر قليلاً . كأن الجيران وظيفتهم في الحياة هو عداء عائلة الشاب الذي يريد إنهاء حالة الخلاف ويعيش بجوارهم بسلام. لم تتصور هذه العائلة التي تحرص على الخصومة أن: تعيش بدون خصومة فهم لا يجتمعون إلا لتعداد سيئات جيرانهم وكأنهم بلا خطيئة ، ثم يبررون كل فشل يصيب أي عمل يقومون به ، فإذا قاموا بالصلح معهم، حملوهم فشلهم المتواصل فكانت الخصومة حل سحري لعجزهم عن النجاح في حياتهم السابقة وضحالة فكرهم.
كانت أكثر التهم التي يلصقونها بعائلة الشاب هي : الحسد أو أعمال السحر السفلية التي تفسد عيشهم صباح مساء على حد قولهم . مبررات واهية يستندون إليها نفسياً لتبرير الفشل ، أو ما لم يستطيعوا تحقيقه، فبدت الخصومة شبه مطلب حياتي يسكن بداخل نفوس هذه العائلة.
وبعد تفكير عميق من الشاب ودراسة لمواطن الضعف والقوة لخصومه ، كانت هناك نقطة ضعف تتمثل فى خوفهم الشديد الذى يصل حد الرعب من: العين والحسد وأعمال السحر السفلى المؤذي.
فقام هذا الشاب بشراء شمع ملون وعدس وفول، وكسبرة ناشفة وزهرة زرقاء ورأس عصفور ، ومجموعة كبيرة من البقوليات ،ثم وضع تحت الشمع الملون قطع من القماش المعقود وبه كثير من أبر الخياطة يتدلى منها خيوط أشد تعقيداً، ثم غرس مجموعة الإبر بداخل عدد من الأوراق مرسوم عليها عيون تبحلق. وكان سن كل إبرة مثبت وسط حدقة العين تماماً، ثم وضعها تحت جدار بيتهم،ثم أشعل في كل ما سبق ذكره نار ترتفع تحمل دخان متعدد الألوان أيضاً له رائحة بخور لم تنفر منه الانوف، تسرب هذا الدخان بجميع ألوان الطيف لداخل بيت الجيران.
وبعد أن خرجوا و شاهدوا ما يحدث تحت جدار البيت ، بدأت نساءهم على الفور اللطم والصراخ الشديد والبكاء والعويل، والاستغاثة حد الهلع الهيستيري أن مفعول العمل السفلى يعمل تحت الأرض وأن الجان الذي سخره هذا الشاب يبدو أنه من النوع النشيط القوي المخلص في عمله وأنه لن يتركهم قبل أن يحرفهم جميعاً, فقال كبيرهم لبقية أفراد العائلة بأن الصلح خير مع الشاب ولابد أن يخبروه على الفور حتى يأتي إلى هنا ويطلب من الجن النشيط المخلص في عمله ضد هذه العائلة ويخبر الجن أيضاً أن الخلاف بين الطرفين والذي لم يعد يتذكره أحد منهم انتهى إلى غير رجعة ، فوافقوا جمعيا على ما رفضوه من عقود طويلة،
وعقب أحد الأشخاص ممن حضروا إثر صراخ النساء والضجيج الذي أعقب ارتفاع الدخان بتأييده قرار الصلح الحكيم، وهذا الشخص ممن يدعون العلم ببواطن فقال لمن اتخذ قرار الصلح وكأنه يذيع سرا خطيرا بأن الجن الذي يقوم بهذه العملية ليس من سكان منطقة الشرق الأوسط بل جاء من القطب الشمالي قاطعاً مسافة كبيرة وهي مساحة أوربا بأكملها ثم عبر المتوسط تنفيذاً لأوامر من قام بعمل السحر الأسود ليعود بعدها مباشرةً لموطنه مرة أخرى .
ونجحت حيلة الشاب الأريب الذكي والتي لم تكلفه الا عدة جنيهات ، فيما فشلت فيه أجيال متعاقبة من الآباء والأجداد بعد الغوص فى نفوسهم واللعب على الضعيف من خطوطها .
إبراهيم الديب/ مصر
ما علينا .. ماذا يفعل الشاب الذى يجيد الحكم على الأمور، ويرى أن أطراف الخصام يعيشون لحسابه ، اكثر ما يحيون لأنفسهم ،فقد عرض من أجل ذلك الصلح كثيرا على العقلاء من أفراد عائلة الجيران و قوبل طلبه بالرفض ، مثل ما رفض طلب والده ومن قبله جده حتى نصل لسابع جد, أو أكثر قليلاً . كأن الجيران وظيفتهم في الحياة هو عداء عائلة الشاب الذي يريد إنهاء حالة الخلاف ويعيش بجوارهم بسلام. لم تتصور هذه العائلة التي تحرص على الخصومة أن: تعيش بدون خصومة فهم لا يجتمعون إلا لتعداد سيئات جيرانهم وكأنهم بلا خطيئة ، ثم يبررون كل فشل يصيب أي عمل يقومون به ، فإذا قاموا بالصلح معهم، حملوهم فشلهم المتواصل فكانت الخصومة حل سحري لعجزهم عن النجاح في حياتهم السابقة وضحالة فكرهم.
كانت أكثر التهم التي يلصقونها بعائلة الشاب هي : الحسد أو أعمال السحر السفلية التي تفسد عيشهم صباح مساء على حد قولهم . مبررات واهية يستندون إليها نفسياً لتبرير الفشل ، أو ما لم يستطيعوا تحقيقه، فبدت الخصومة شبه مطلب حياتي يسكن بداخل نفوس هذه العائلة.
وبعد تفكير عميق من الشاب ودراسة لمواطن الضعف والقوة لخصومه ، كانت هناك نقطة ضعف تتمثل فى خوفهم الشديد الذى يصل حد الرعب من: العين والحسد وأعمال السحر السفلى المؤذي.
فقام هذا الشاب بشراء شمع ملون وعدس وفول، وكسبرة ناشفة وزهرة زرقاء ورأس عصفور ، ومجموعة كبيرة من البقوليات ،ثم وضع تحت الشمع الملون قطع من القماش المعقود وبه كثير من أبر الخياطة يتدلى منها خيوط أشد تعقيداً، ثم غرس مجموعة الإبر بداخل عدد من الأوراق مرسوم عليها عيون تبحلق. وكان سن كل إبرة مثبت وسط حدقة العين تماماً، ثم وضعها تحت جدار بيتهم،ثم أشعل في كل ما سبق ذكره نار ترتفع تحمل دخان متعدد الألوان أيضاً له رائحة بخور لم تنفر منه الانوف، تسرب هذا الدخان بجميع ألوان الطيف لداخل بيت الجيران.
وبعد أن خرجوا و شاهدوا ما يحدث تحت جدار البيت ، بدأت نساءهم على الفور اللطم والصراخ الشديد والبكاء والعويل، والاستغاثة حد الهلع الهيستيري أن مفعول العمل السفلى يعمل تحت الأرض وأن الجان الذي سخره هذا الشاب يبدو أنه من النوع النشيط القوي المخلص في عمله وأنه لن يتركهم قبل أن يحرفهم جميعاً, فقال كبيرهم لبقية أفراد العائلة بأن الصلح خير مع الشاب ولابد أن يخبروه على الفور حتى يأتي إلى هنا ويطلب من الجن النشيط المخلص في عمله ضد هذه العائلة ويخبر الجن أيضاً أن الخلاف بين الطرفين والذي لم يعد يتذكره أحد منهم انتهى إلى غير رجعة ، فوافقوا جمعيا على ما رفضوه من عقود طويلة،
وعقب أحد الأشخاص ممن حضروا إثر صراخ النساء والضجيج الذي أعقب ارتفاع الدخان بتأييده قرار الصلح الحكيم، وهذا الشخص ممن يدعون العلم ببواطن فقال لمن اتخذ قرار الصلح وكأنه يذيع سرا خطيرا بأن الجن الذي يقوم بهذه العملية ليس من سكان منطقة الشرق الأوسط بل جاء من القطب الشمالي قاطعاً مسافة كبيرة وهي مساحة أوربا بأكملها ثم عبر المتوسط تنفيذاً لأوامر من قام بعمل السحر الأسود ليعود بعدها مباشرةً لموطنه مرة أخرى .
ونجحت حيلة الشاب الأريب الذكي والتي لم تكلفه الا عدة جنيهات ، فيما فشلت فيه أجيال متعاقبة من الآباء والأجداد بعد الغوص فى نفوسهم واللعب على الضعيف من خطوطها .
إبراهيم الديب/ مصر