د. عيد صالح - عدت يا يوم مولدي

في يوم كهذا
تلقفتني يد قابلة جهمة الملامح
طيبة القلب والسريرة
كان قلبي يخفق كلما رأيتها
ألم تكن أول من استقبلني
وضربت علي ظهري
ودثرتني بحنو
( وأنا صغير كنت أتعجب كيف تمارس القابلة حياة طبيعية كأمي
كنت أذهب اليها كل عيد وأقبل يدها وكانت تستقبلي بزهو وفرح
وعندما ماتت سرت في جنازتها وبكيتها وأنا لا أصدق أنها ماتت
هكذا تموت القابلة
وهكذا نحن نعيش
وهكذا ماتت أمي
وها أنذا في يوم مولدي
الذي لم يفرح فيه أحد
فأمي التي قيل أنها عاقر
جيئ بها لتخدم والدي العجوز
وأبناء إخوتي أكبر مني
هكذا فرضوا علي أمي الحصار
وعاقبوها بي
معذرة يا أمي
لكل ما أصابك بسببي
أنا وأشقائي
وأنت تتحدين بنا العالم
وأنت الأمية تدفعين بي للكتاب
وتحيطنني بالأحجبة والرقيات والتعاويذ
وأنت تدعكين جسدي بالماء والليمون
وتقرئين المعوذتين
كلما داهمتني الحمي
آه يا أمي
كم أفتقدك الآن
وكم أنا رغم ما يحيط بي
من حب وحنان
كم أنا وحيد

25 نوفمبر 2013

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى