مصطفى معروفي - فلتحدِّثْ سماءَك عني أيا أيها الأفْقُ

رازَ أنجمَه ببداهتهِ
حينَ أجَّل مدْح المنافي
إلى زمنٍ لاحقٍ...
كان يحرص في نومهِ
أن يعزز بعض النوايا لديه بمَرآهُ
كي في الأخيرِ
يُغِير على حجلٍ صافنٍ
قرب حيِّ المنابعِ
أو
كي يؤوِّلَ كلَّ رؤىً
لم تزل نابضةْ...
كان أسعدني أنني أنتقي الحدَآتِ
وأقرأ خاماتها
حيث أميل إلى البحرِ منتبهاً
للعباب وللسفن الماخراتِ على ساعديهِ
صباحَ مساء...
أينقذني من دمي حجر الأصدقاء؟
رجعت إلى منزلي
فوجدْتُ الجدارَ يرِنُّ
وأما الأصيْصُ فأصبحَ يمتحن الأقحوانَ
بريحٍ عَوَانٍ...
لقد صرتُ معتدلا في مكاشفتي
وأنا أستعير المباهجَ لي
من ذرى الشرُفاتِ
وأشغل بالَ الطريق الأماميِّ بالزعْفرانِ
إذن فلتحدِّثْ سماءَك عني
أيا أيها الأفْقُ
خذ نفَساً
بعد ذلكَ بلّلْ خطاك بماء الخليقَةِ
ثم تعالَ
هنا الظلُّ يرقصُ
والوقتُ يصبو
وفي ساعة القيظِ
يظهر قرب الغدير حمامٌ يحنُّ
إلى برجهِ
كي يوالي الهديلَ الوسيمَ هناكَ.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
ولو لحيةٌ دلّتْ عـلــى ذي حصافةٍ
على التيْــــسِ دلَّـــتْ أوّلا وأخيرا
فكم لحيةٍ في الطول كانت كبيرةً
وصاحبها في العــقْــل كان صغيرا









تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى