علجية عيش - حين نسمع نداء القلب نترك العقل يرتاح

عندما رأيتكَ أصبحتُ أكثر تعلقا بك، هي الأقدار حملتني إليك، جئتُكَ عن طيب خاطر، لبيت نداء القلب و تركت العقل يرتاح، حملتُ أمتعتي و هرولت إليك أسابق الزمن حتى لا يفوت العمر ، تتسارع نبضات قلبي فاشعر أن شيئا ما سيحدث لي، هي النبضة التي حركت دورتي الدموية بقوة، و أشعلت بداخلي حرارة لم أعهدها، بدت لي المسافة طويلة و أنت الساكن في القلب، لم أكن بحاجة الى السّفر، لكن القلب و ما يريد، لم أعد أقدر على أن أغمض عيني لأن صورتك ملتصقة بزجاجها، أراك في كل العيون التي ترمقني، فأقول إنه هو، لما التقينا ، تمنيت أن أبوح و أترجم ، شيئا ما بدأ يتحرك في قلبي كما يتحرك الجنين في رحم أمّه.
ها هو الليل يسدل ستاره، الكل مع أحبابه، إلاّها، آوت الى فراشها، وضعت رأسها على الوسادة، و استسلمت للأحلام، رسمت صورة للغد، هل سيلتقيان؟، و كيف سيكون اللقاء؟ بدأت تفكر في الثوب الذي ترتديه و لون الحقيبة و لون الحذاء، رددتقائلة: يجب أن أكون في كامل اناقتي، فتحت عيناها ، فإذا بها تراه آت إليها، فاتحا ذراعيه ليعانقها، فجأة رأت يدا تمتد لتسحبه إليها، استيقظت مفجوعة، أين اختفى؟ لا أحد ردّ ، حتى الجدران كانت صامتة خرساء، لم تر سوى الظلمة ، وقامت مسرعة ، اشعلت الضوء فرأت نفسها وحيدة، أدركت أن امرأة اختطفته و صار ملكها، و أن ما عاشته في لحظة حب و اشتياق كان سوى حلم رأته في المنام
فكرت مليا، و قالت في نفسها: لن استسلم و ساترك له رسالة ، أخذت الورق و القلم و بدأت ترسم الحروف و تنمقها ، يا سيدي.. هل تعلم أن وجودك بالنسبة لي الأكسجين الذي أتنفسه، كم أرغب في أن أنام على صورتك و استيقظ عليها، أضع رأسي على صدرك، اسمع نبضات قلبك ، أجد صوتا يناديني أنا هنا.. أنا هنا..، و أرى يدك تداعب خصلات شعري ، تتلمّسني، تهمس في أذني : تحرّري من صمتك، حرري مشاعرك المكبوتة، دردشي ، نكّتي ، أحكي لي قصصا، أزيحي عنّي تعب السنين ، فأنا المغبون الذي عاش بلا حب ، اقتربي وداوي جراحي بحبك يا ملاكا كنت أنتظره منذ سنين.
علجية عيش olga

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى