مصطفى معروفي - شكراً لكِ أيَّتُها الموجةُ

ما زلتُ على العهدِ
أمارس طقسَ التلْميحِ بحبٍّ جمٍّ
أتفرّسُ في الطلْعِ
أفكر في غبطتهِ حينَ
أكونُ وحيداً
أغزل من مدفأتي دائرةً
للأوقات العذبةِ
لكنْ
ماذا لو أنَّ الطلعَ تسابقَ والريحَ؟
وماذا يحْصلُ لو أني حدّثْتُ خطايَ
بمنعرجات الأسماءِ
وصرت الظلَّ لنافذة البيتِ الهابطِ
في حضن الشارعِ؟
أنا لا موعدَ لي اليومَ مع النهرِ
لقد كنتُ أريباً
أستمرئ طعْمَ الظنِّ
ولكنَّ السمْتَ الشجريَّ أعادَ
على سمعي
ما قالتْه العرّافةُ ذاتَ مساءٍ...
من رئتي اندلقتْ للغيم سلالاتٌ
لم أترصَّدْ موقِعَها
كان الحلْمُ رديفا لخريفٍ
بملامحَ عاليةٍ
لم أرَ حولي إلا سربَ طيورٍ
تتأمل قسطَ رمادٍ
فوق المرآةِ الغجريَّةِ...
للخيلِ مدارٌ كَثُّ المنْحَنَياتِ
وقلبي هو هذا الأفق الرحْبُ
إلى هذا الحدِّ فقطْ
حضر النوءُ وغابَ ربيع الطيْرِ
وأجْملنا
ذاكَ الولدُ المُطعِمُ كرَّاسَتَهُ
بجعاتِ الغابِ
وبضعَ قنَابرَ لا آباطَ لها...
شكراً لك أيتها الموجةُ
فيكِ غسَلْنا الكفّيْنِ
وأحصيْنا بعضَ فوائدِكِ المحْتمَلةْ.
ــــــــــــــ
مسك الختام:
يا حبّذا الأخـلاقُ إن كَرُمَتْ
مَنْ حـازَها هـوَ سيّـدُ الناسِ
وإذا هِيَ انحدرتْ لَقِيلَ لها:
"بئس العِمامَـةُ أنْتِ للرَّاسِ"









تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى