عبدالعزيز فهمي - مهزلة الشك واليقين...

أكون
وبعدها لا أكون
أسوق حتفي قدامي
كجُعل يتلهى بدحرجة روث الحمير
لذا لا أومن بما قال شكسبير
المصاب بدهشة طيفه
فالمسألة ليست مسألة
هي مهزلة الشك واليقين
لقد أخبرتني بذلك شجرة "بلوط"
فرت عنها القرود
بقيت عارية تقاوم منشار الزمان
وأخبرني الدخان
أن الرماد يخاف أن يُحرق ثانية
وأن الماء لا يطفئ النار
إِن لم يكُنْ من دمع الخشب

كي أكون كما أريد
أبحث في رأسي عن شعرة معاوية
عن خلايا ميكافيلي
عن عود ثقاب نيرون
عن كذبة الآلهة في مسام دانتي
أبحث في رأسي
عن أول "لا" ناهية منعتني
وكم هي كثيرة في أزقة الكلام
أبحث عن أول فعل أمر نَطَّ كضفدعة إليَّ
أمرني أن أكون غيري
أصبحت الأوامر والنواهي
ترتدي العصي
تقود أحلامي إلى برزخ الكوابيس
فتمزح...

ولكي أكون كما أريد
ألقي بكل هذه الترهات في كيس القمامة
أرقص مع الريح
تلك التي تخلصت من هندامها
أرقص كمن فقد عقله عُنوة
ثَمْلا بالحقيقة
فأستريح من أسئلة العدم
وأجوبة الوجود
"أكون أو لا أكون"
لم تعد هذه هي مسألتي
هي مأساة الزمن
لذا لا بد من صَلب هاملت
والنِّفري
لأني صرت أمشي كالأنبياء على الماء
لكن حين يكون جامدا
ولأن الرؤيا ضاقت
في مآقي الغيم
وضاقت العبارة
في حنجرة الرعد
فلا معجزة تحل معضلة الضياع
ولا قصيدة
في هذا اليقين التائه
يطرَبُ لها
وجودي
وعدمي...
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى