هشام حربي - حين تتلو .

أبدأ واقفاً والليل يسمُكُ كلما قارنتُ صمتى بالسؤال ، وربما أخفيتُ حرفاً ، ثم قارنتُ امتداد الهاء بالصمتِ الذى يتلوه ، أعرفُ أنه
ينساب بعض النور من حرفٍ ، وحين أمده وحدى ، أكرر غُنةً ، ليطير تحت السقف ، يخرج للفضاء ، فراشةً بالوجد ، يترك ظله سوراً يحدُّ البحر خلف ضجيج صيحات النوارس ، هاهنا يا إخوتى بعض الطعام يلوح خلف الحرف متلُوَّا ومهموساً ، وبعض النور يشرق من فمى لأظل أصدح بالذى شاهدتُ في الميدان مغروساً ، وهذا الحرف لايعطى عطاءً سابغاً إلا إذا ضرب الحدود بموجه ، وأزال إسم البحر عن بعض المياه ، وعاد صوتاً خالصاً تتفرع الأسماءُ منهُ ، أعيد ترتيب الحروف ، وفى يدى تتقافز الكلماتُ ، أحصى صوتهَا ، والحرفُ يؤنسه الضجيجُ ، وينتشى بتجانس الخطوات ، يمشى في مقام الرقص ، أطربُ حين أتلو ، ربما أخطأتُ في بعض المقام ، وربما أسررتُ حين الجهر، لاتثريبَ ، سوف تمرُّ فاتنةً حروفٌ ، بعضُها للظل يرفل في الغيابِ وبعضُها يمشى على ماءٍ ، ويخطرُ بعضُها ليقسّمَ الأنحاءَ ، أبدأ خطوةً لأعيد تسمية الأماكن ، هاهنا ستكون هجرةِ إخوتى ، والأرضُ شاهدةٌ ، يكون الحرفُ مكتوباً ويُنكرُ صوتَه الورّاثُ ، يلتمسون خوفاً سوف يصرف بعضهم لسهولةِ التقسيم ، هل مازلتَ تكتب فوق لوح الزنك خوفك فى حروفٍ سوف تنطقها على الحركات ، تلك فراشةٌ حامت وكنتَ تخطُّ حرفك مثلها والخوف ميلادٌ جديدٌ ليس يبلغه المُناور ، كان خوفك ماثلاً والحرف يضحك ، حين كنتَ تُعيده ، وتكرر الهاء التى حررتها ، فمن الذى أدراك أن الحرف مسكونٌ بخادمهِ الذى أعطاك وصف الحرف واسم نجومه ومراتب التحليق في طبقاته لتعود تطربك السباحة حين تتلو

...........
هشام حربى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى