مصطفى معروفي - واتكأْنا على الوقتِ

واتكأْنا على الوقتِ
كانتْ حدائقنا الغلْبُ منضودةً
ترتقي سلمها الغضَّ حتى تأجَّلَ
فينا النهوض إلى الخيلِ
واختلط الدم بالدمِ
فاختارنا الماء كيْما نبايعهُ
وافترقنا
رفيفُ الفراشات نُوكِلهُ للبحيْراتِ
ثم الولاية نعهد للداليات بها
سوف يغنمُ كل رخامٍ عواطفنا
إن يصرْ حارسا للمدينة
بل دهشة الماء سوف تكون له
ويكون أميرَ المصبّاتِ...
هذا خريفٌ يُمَجِّدُ راياتهِ
في السهوبِ
وطيرٌ
تراجع غلْواءها
في فراغِ وثيقٍ
وتُلْقِمُ للشرُفاتِ آلاءها...
مذْ قديمٍ
أرانا النخيل عناوينَهُ القيصريّةَ
حتى قرأنا عراجينهُ
بامتداد مياهِ العشيرةِ...
آهِ
نمَا في العيون الصباحُ
ومدّ إلينا بواكيرهُ
بارتياحٍ شبيهٍ بظلِّ النبوءةِ
إني كنهرٍ على العشب ينشرُ
آخرَ الأبْجَديّاتِ
يسْرف في مدحهِ للضفاِفِ
ويرْبِكُ سنبلةً
تكتفي بنباهة أسلافها...
قربَ سيّارتي
جندبٌ واحد كان يمشي
ويُخفي هواجِسَهُ
بينما تارةً يتأمّلُ واجهةَ الصيدليّةِ.
ـــــــــــــــــ
مسك الختام:
لي حسابٌ في البنك يشبعُ نوْماً
لم أكِلْــهُ هَـــمّـــــي ولا هَمَّ مَالي
إنني شـــاعـــرٌ أعــيــش بسيطاً
ليسَ لي غيرَ الشعْـرِ مِنْ رأْسُمالِ





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى