رضا أحمد - اسمي ميراندا أو سيلينا

وأحيانا حورية وعائشة،
تذكر أنني حلوة...
هكذا قالت القابلة لتذيب المرارة في حلق أبي،
وهكذا أثنى الجيران على جلبابي الطويل
وملامحي المهشمة
وقدرتي على السير بخصر ناحل
يتودد إلى الرياح عاريا
ولا يستطيع الإفلات من الموسيقى
ويحمل تاريخه من الندوب والقبل،
لا تجارب كبيرة لمخالبي
وأبدو مطفأة وبعيدة،
أصدق الأساطير أن العيون طوابع بريد
تسافر في وجوهنا عبر الزمن؛
أنا رأيتك هناك تلمس حياتي بخفة
وتتجول تحت قميصي بشاربك الصغير،
رأيت أصابعك تزيل الأتربة
وتمزق براءتي إلى تفاح وحيات
وعرفت أنني حلوة
حين خبئتها تحت سرتي
وذكرت اسمي
قرب الليل
كمَن يفر من حريق.
اسمي هدى أو نسرين
وأحيانا هيلين وإليزا،
كل الأدلة تشير إلى أنني جزء من هذه اللعبة
حتى مهاد الصغير
وبروفة عيد الميلاد الذي تنقصه شموع التجاعيد والخبرة،
أذكر أنني تنكرت لدموعي في حوض الغسيل
بخبرة فأر
يشاهد جرائمه تنمو وتتضخم
قبل أن تبتلعها المصيدة،
أنظر إلى قطعة البيتزا المتبقية في صحني
بمقدار عناق بارد
بين غريمين
أحدهما أستيقظ فوق جزيرة في منتصف حياته
يتجمهر حولها النمل والأرق
واللون الأزرق المحبب للوحدة
والآخر رأى أن الموت يتحول إلى عادة منزلية
حين ينزلق رأسه بين الوسائد
ويختفي هناك.
اسمي كلوديا وفاطمة...
مرحبا بنظرات الغرباء في بيتي الزجاجي
وبالجزء الضئيل من الأمل والضوء
مرحبا بكشك التذاكر قرب غرفة نومي
وبالرجل الذي لا يخطئ
في لعبة الفقد
يحمل عصاه
ويلتقط لنا صورة ونحن خائفين،
فراشات صغيرة تذوي حول عنقي
ومواء متهدج يقاسمني الفراش
ورهبة البيت،
كل مرة نظرت فيها إلى عينيك
كنت تمحو الفوانيس؛
مضيء بما يكفي لتراني أهرب
مضيء بما يكفنك
ويؤذيني،
طفت حولك مخلصة وبغيضة
أنقش الحب بقدر ما أعرفه في أجنحتي،
قطفت حقي من حائط عائلتي
بلوحة كبيرة
وضعت فيها ملامحي وندوبي
أسميتها شمس
أسميتها نافذة
والآخرون ظنوها مكعب مرقة
لوجبة صغيرة،
في النهاية
جلبت من النار كسوتها
ووضعت مرآتك أمامي
تطاردني
مثل طيف
أو ذنب
وقلت إنك تجهل أسبابي في اختيار هذا الحزن
وهذا الألم كله
والليل قادم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى