شهادات خاصة نقوس المهدي - في ما يشبه الشهادة أو أكثر.. في محبة المبدع السي عبدالله البقالي

في محبة المبدع السي عبدالله البقالي


السي عبدالله البقالي الأديب الأصيل.. والإنسان المتواضع الخدوم، والمربي النزيه.. والمثقف العضوي، أكثر من أديب، وأصدق من مؤرخ، وأكبر من مرب، أخلص لرسالته التربوية وشاهدنا مدى تعلق التلاميذ به ومعانقته والالتحام به كانه الاب الروحي الحنون لهم.. وحتى حينما احيل على التقاعد بقي حريصا على إبقاء آصرة ذلك الود متواصلة.. يزورهم محملا بالهدايا والحلوى.. بل واللعب معهم على طريقة الفنانين المهووسين بروحه المرحة المفعمة بالرقة والبراءة والجمال.. كما أخلص بخصاله السامية الود لأصدقائه في كل مكان، وللمهنة الشريفة التي أضحت في خبر كان..
السي عبدالله البقالي القاص والكاتب الذي خلد رجالات ومواطني غفساي وتاونات وما جاورهما في كتاباته، ورسم لهم ولغيرهم من الذين صادفهم خلال محطات مسيرته المهنية والحياتية، لوحات زاهية نستشف من خلالها السيرة الذاتية والسيرة الغيرية، أو ما هو اجتماعي، وانثروبولوجي وأثنوغرافي مما تسمح به ثقافته العميقة، وعرفنا على تلك الوجوه التي عرفتها باحات المدينة وحواريها بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم وانشغالاتهم واصولهم القبلية والعرقية.. المناضل الطبقي، والطبيب النطاسي، والجندي العائد بلا مجد من أتون الحرب الكونية، والسجين السياسي، والمقاوم الذي منى نفسه بمستقبل زاهر فغنم طيف الذكريات وصقيع الاقباء والزنازين والمعتقلات، والمرأة المطلقة، والموظف البائس، والمواطن المسحوق، والمهاجر الذي يجرفه الحنين الى النبع، والعاطل الذي خذله مغرب الاستقلال، والفنان اامحبط، والمريض الذي لا يجد سريرا في المشافي، وبائع الديتاي، وماسح الاحذية، وبائعة الهوى، والمخبر المأفون،.. ودوّن قصصا وحكايات عن تاريخ المدينة وتحولاتها، وعن شعرية الامكنة التي أكسبها -ببداعة أسلوبه الرصين، وبراعة يراعه وصدق مشاعره - روحا ونفسا..
السي عبدالله البقالي السارد المتميز القابض على ناصية اللغة بقوة أطلعنا على مختلف المظاهر الاجتماعية والثقافية، من خلال استنطاق الذاكرة الجمعية في قبيلة بني زروال وبني عروس ببلاد جبالة. واستحضار خيراتها الطبيعية، واغانيها وطقطوقاتها الشعبية، واهازيجها الفلكلورية عبر قصة عين زورا لدى الفنان الراحل محمد العروسي.. ومناحي التراث الغنائي العيطي عند الأسطورة شامة الزاز والفنان محمد الكرفطي..
السي عبدالله البقالي نموذج للمثقف العضوي الصادق، وسارد من طراز رفيع، سليل عشيرة المشائين.. عمل على تدوين وتأريخ مختلف المحطات النضالية ووجوه الحياة والتحولات القروية والمدينية بوافر من الحميمية والصدق والمعاناة أيضا لانه خبر النضال الحزبي والنقابي اليساري أيام كان اليسار يسارا قبل أن تجرفه آلة المخزن وتجرده من معناه وجوهره ورسالته
وقد سرتني هذه الالتفانة المتواضعة لشخص السي عبدالله البقالي .. ولولا بعد المسافة وظروفي الصحية لكنت أول الحاضرين
هنيئا للصديق السي عبدالله بهذا الاحتفاء المستحق ومتمنياتنا له بالعمر المديد والعطاء الابداعي الجميل

1.jpg

السي عبدالله.jpg
ش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى