مصطفى معروفي - ثم طفقْتُ أغني بِمواويلي الرحبةِ منفرداً

مجّدْتُ مشاكسةَ الماءِ
لإشكاليتهِ
وتقدمْتُ إلى النهْرِ
فزوَّجْتُ خضير الشطِّ
بمرآة الغيمِ
سكبْتُ على جسد الريحِ
طروحاتِ الأرضِ
وقدْ أشعلتُ موانئها سفناً يانعةً
ونوارسَ مونِقةً
حتى ازدحمتْ رئتي بشهيقٍ
كرفيف النارِ
وساعتَها
في عيني أزهرتِ الشمسُ
برُعْبِ الأمداءِ
فقستُ طفولتَها
بهبوب العشْب مساءً
ثم طفقْتُ أغني بِمواويلي الرحبةِ منفرداً
تعرفني الطرقاتُ
أراهنُ أني سأرشُّ أساطير الوردِ
على شفةِ المطر الصوفيِّ
أجوز بها نحوَ الأعتابِ
لأضفر موجتها الأبديّةَ
فوق ذراع الليلِ
أساجلها بالفيضانِ القدْسيّ
ولما أشْرِقُ في الغدِ
سأعلّلُ صورَتَها البِكْرَ
بتفصيلٍ تامٍّ...
عند مدارةِ داليةٍ
كان الطائرُ مغتبطا بجناحَيْهِ
ويأمل أن يعرفَ كيف تقيم الطيْرُ
طقوسَ الرقص
على شرف النبع الطيبِ
ذي الرائحة الملكيّةِ..
ـــــــــــــ
مسك الختام:
اِسْــمعْ ودوّنْ كَـــــلامي أيُّـها القلَمُ
إن الشبـــــــاب بلا مالٍ هـو الهــرَمُ
والعمْرُ إن يجْــــــرِ لا يحدو به أمَلٌ
مـا طالَ لا بدَّ يعـــرو حبْـــلَهُ السأمُ
والمرءُ حــالانِ:إمّا صحّـــةٌ شمِلتْ
أعضاءَهُ فاستطابَ العيشَ أو سَقَمُ
كم بالتواضعِ من شخْصٍ سما قدُماً
وذو التكبُّرِ لا تــــــرضى بِــهِ القِمَمُ
تبْـــقى السلامةُ ما لمْ تدْنُ من طمَعٍ
فإنْ دنَوْتَ فثَمَّ الدمْــعُ والـــنَّـــــدَمُ
فتلـــكَ تجـــرِبتي خُذْها بِـــلا جدَلٍ
واسمعْ لقولي ففي ما قُلـتُـــهُ حِكَمُ










تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى