فوز حمزة - يوم آخر .. يوم أخير

خطرَ على بالي حينما بدأتُ في كتابة الرسالة إليكِ أن أتركَ السطر الأول فارغًا، فربما تجمعتْ في قلبي غيمة من حروف فأعودُ للكتابة ثانية.
حبيبتي، حالما انتهيتُ من لبس بدلتي الرمادية التي تحبين، ورششتُ فوقها رذاذًا من عطركِ المفضل، نظرتُ إلى نفسي في المرآة، أرسلتُ قبلة لصورتي المنعكسة فيها لأنها أخبرتني بإني سأقابلُ المرأة الأحبّ إلى قلبي.
قبل خروجي من المنزل، كان الارتباكُ باديًا عليّ و في يدي رعشة خفيفة كادتْ أن تفشي السّر وقد لا حظتْ هي ذلك حينما بدأتُ ألفُ حول خصرها الشريط البنفسجي، لونكِ المفضل. كنتُ قريبًا منها، احتضنتها، عبيرها أسّكرني وجعلني أفكرُ في أشياءٍ لا أستطيع البوحَ بها، قد تستغربين من ذلك وتندهشين، لكن هذه هي الحقيقة. في النهاية كان عليّ حملها بين ذراعيّ والخروج من المنزل مسرعًا.
أجلستها على الكرسي بجانبي، لا أخفي عليكِ، كانتْ متلهفة إلى لقياكِ، طوال الطريق وأنا أقود السيارة تسألني عنكِ، كيف هي؟ متى تصل؟
سألتها محاولاً إثارة غيرتها:
- هل حقًا تودينَ مقابلتها؟ أحذري قد تثير بحسنها غيرتكِ!
- إلى هذا الحد جميلة؟ سمعتها تقول
- كالقمر! أجبتها في سري.
نظرتُ إليها حيثُ تجلس، في حقيقة الأمر، لا أعرفُ من منكما الأجمل!
- وعدّتني أن تعرفني عليها.
- وأنا عند وعدي. بعد قليل ستكونينَ بين يديها.
- هل تستحق فعلاً؟
لم أجبْ، نظرتُ لها بطرف عينيّ أحاول استفزازها بسكوتي.
- هل وصلنا؟ سألتني وكأنما عَلِمتْ ما في نفسي من لهفة إلى لقياكِ.
ابتسمتُ ولم أرد. لم أخبرها أنني أسابق الطريق لأصلَ في الموعد؟
فتحت المذياع كي لا أشعر بثقل الوقت. تنهدتُ، سمعتها تتمتم:
- من الجميل أن تجمعنا سوية.
صمتُ، هناك أشياء لا يفقه كنهها إلا أنا وأنتِ.
حين وصلنا، ومن شدة ما أنا فيه من الفرح نسيتُ أن أخرجها من السيارة، أنشغلتُ بكِ حبيبتي، يا شمسي التي غابتْ منذ أول أمس و ها هي تعود في إشراق يوم جديد.
سأعودُ إلى السطر الأول لأكتبَ لكِ: عدتُ إلى سيارتي فوجدتها جالسة تنتظر، ما زالتْ إلى هذا اليوم تعاتبني باقة الورد التي نسيتُ أن أهديها اليكِ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى