أبووردة السعدني - في الهند :

... حرص سلاطين المغول في الهند على كتابة نسخة من القرآن الكريم بخط أيديهم وإرسالها - في موسم الحج - إلى مكة المكرمة أو إلى المدينة المنورة ، بل إن بعضهم كان يكتب نسخة سنوية ليرسلها إلى بيت الله الحرام أو إلى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقرباً إلى الله تعالى ....

... وحرص سلاطين المغول في الهند - أيضاً - على إرسال صدقات سنوية إلى فقراء الحرمين الشريفين ، وبناء مدارس ، وأسبلة مياه ، وتكايا ، وعمارات " مطاعم خيرية " في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وأوقفوا سفينة تنقل فقراء المسلمين في الهند لأداء فريضة الحج دون مقابل ، تقرباً إلى الله تعالى ...

... كانت السفن التي تقل ححاج بيت الله الحرام ، والسفن التي تنقل " صرر الأوقاف " والصدقات إلى الحرمين الشريفين ، تنطلق رحلتها من ميناء مدينة " سورات " - غرب الهند - ، لذا أطلق الهنود المسلمون على المدينة المذكورة نعوت التعظيم والتوقير ، منها :

باب مكة المكرمة ، بوابة مكة المكرمة ، الميناء المبارك ، الميناء الميمون ، وباب بيت الله الحرام ...

والأمر الذي يدعو إلى الفخر والإكبار والإجلال ، أن أوقاف سلاطين المغول في الهند لم تتوقف عند حدود الحرمين الشريفين في بلاد الحجاز ، وإنما امتدت لتصل إلى علماء المسلمين في " سمرقند " و " خراسان " في وسط آسيا ، وإلى طلاب الجامع الأزهر وعلمائه في القاهرة...

... حظي كبار العلماء وشيوخ الطرق الصوفية بمكانة سامقة في قلوب المسلمين الهنود ، يتجلى ذلك عند عودة العالم أو شيخ الطريقة الصوفية ، بعد أدائه فريضة الحج ، فقد كان الهنود المسلمون يحملونه في " محفة" ، ويظللونه من حرارة الشمس بقماش من الحرير ، ويطوفون به شوارع المدينة مهللين ومكبرين ...

في الهند - أيضاً - قام حاكم إقليم " البنغال " - شرق الهند - وكان تقيا ورعا ، ببناء " جامع " في مدينة " مرشد ٱباد " - عاصمة إقليمه - ، رفض استخدام الهندوس في أعمال بناء الجامع المذكور لعدم تدنيسه ، وفرش ساحته بأديم من أديم مكة المكرمة بعمق ستة أقدام ، نقلته السفن إلى بلاده....

**********
... من دراسة عن " الحج في العصر العثماني " ، لعلنا نوفق إلى نشرها قريبا ....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى