مصطفى معروفي - تحيّة لآنِيَةِ الماء

هذا اليوم رأيت الشارعَ
يتدفّقُ صوب الميناء
يصافح غيمته الأولى
من معطفه الأنباء تسيلُ
وآخر غبَشٍ يرقصُ
تحت رعايتهِ
قلت لآنِيَة الماءِ:
"صباح الخيرِ
تعاليْ لأدلَّ الحبَقَ عليكِ
دعيه الآن ينامُ
ستمرق من كمَّيْهِ عاصفةٌ
مثل غزالٍ لم يفتأْ
يحمل في راحته كأس الإغواءِ
ومقتنعا بالظلِّ الأمثَلِ"
ليسَ عليَّ إذنْ
أن أعتمر الخضرةَ
ثم أُنيبُ إلى منطلق العشبِ
كما ليسَ عليَّ بأن أتجاسَرَ
كي يغتبط المدُّ بشاطئهِ
أعتقد أنَّ بِإمكاني
أنْ أومِئَ للطيرِ بسماءٍ طاعنةٍ
في الزهْوِ
أفاخرُ ثبَجَ القريةِ بالأكَماتِ المستوحاة
من الفيْءِ
ينادمني البحرُ على قصَبٍ سامٍ
أتنبّأُ بمآثِرهِ الآتِيةِ
فيصعدَ ياقةَ معطفِهِ
غيرَ ملومٍ اَلبتَّةَ...
لن أغفِرَ للحائطِ
أن يقضي الساعاتِ الأولى للفجْرِ
يشاهد قطط الشارعِ سابحةً
في أحلام اليقَظةْ.
ـــــــــــ
مسك الختام:
لوِ الحاجات بالأقوال تُـقْـضى
قضينا معظم الأوقــات نوْما
ولكـن مــا مـــنَ الأفعـــالِ بُدٌّ
فلا تركــنْ فقطْ للقـول يوْما
إذا ما قلتَ فافعلْ،رُبَّ فـعْلٍ
بِهِ فــيـــنــا أعـــزَّ اللـهُ قوْما
كفى بكَ قــائـلاً لا فاعـلاً مَنْ
رآكَ علــى يديْهِ شبِعْتَ لوْما








تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى