مصطفى معروفي - بين السبتِ وبين الجمعة

حينَ تمايلَ بي السهْبُ
عرفتُ بأن طريقي
أصبحَ شوفينيّا
يحملُ في رئتيه
بذور الريح الصعبةِ
والمفتونةِ بمديح الفلَواتِ
يسير بساقين ميولاتهما كنوافذَ
لبيوتٍ مرهفَةٍ
وأنا في اليوم الأول للماء
علمتُ بأنّ الكونَ له اسمٌ آخرُ
ما الأرض أمام نواظرهِ
غير حصانٍ يصْفَنُ حينَ
يرى فارسهُ الثاقبَ
ذاك النازلَ من دمهِ
صوبَ معاركِهِ الحبّيّةِ
من شجري السيِّدِ
أُخرِجُ فانوس الحكمةِ
أطفئ نجْمَ الآهِ
وَأشعلُ قمر الشرُفات الغجريّاتِ الخضراءِ
بُروقي أزَلٌ في الأمداءِ
أقيس بها جسمَ الخطُواتِ
أفيء إلى حجَرٍ يشبهُ شغَفَ الكمْأةِ
ثم أقود الأقمارَ إلى قفصٍ
منذ قديمٍ كان لراعي القريةِ
أيتها الطرقاتُ
تأكَّدْتُ بأن هناك امرأةً في الغيْبِ
تباركُ عمّالَ الميناءِ وأنتِ
تَغُذِّين السيرَ بهم كلّ صباحٍ
ناويةً أن ينفرط العقد الرابطُ
بين السبتِ وبين الجمعةْ.
ــــــــــــــ
مسك الختام:
غضضْتُ الطرْفَ عن خِلّي لتبقى
ميـــاهُ الـــودِّ تجـــري فـي صفاءِ
فلــــوْ يَــــوماً تكدَّرَ صفْــوُها إنْ
تعدْ عادتْ بلا أصْـــــــلِ النّـــقاءِ
صداقتُنا لنــــا هِـــــيَ نِعـمــةٌ لوْ
أُقيمتْ فــي القلوبِ على الوفاءِ






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى