عبدالكريم الناعم - لماذا أتيتَ؟..

على أيِّ دَرْبٍ ؟
أما زالَ ثمّةَ درْبٌ يقودُ إلى
حيثُ لادَرْبَ غيرُ الجفافْ ؟!!
أمَا زالَ في الشُّرْفَةِ البدْرُ ،
و(النّايُ) ، والعشْقُ ، والإنشِداهُ ،
وطائرُ عِطْرٍ يُهَوِّمُ
آنَ يُهيجُ القَطافُ القطافْ ؟!!
أمَا زالَ صوتٌ ، ولو مِن صدىً ،
مُعْشِبُ ؟!!
أما زالَ آنَ تَدورُ الكؤوسُ
يَشعُّ بأطْرافها كوكبُ ؟!!
أما ... /
كيفَ تُصْغي ؟!!
أما زالَ صوتيَ يجري ؟!!
أما جفَّ ؟!!
صِفْ لي اخْضِرارَ الحروفِ ،
مياهَ الكلامِ ، الغصونَ ، الطّيورَ
وقد أَرْهَقَتْها اشْتعالاً وفوضى ،
وَصِفْ لي
وخلِّ المسافةَ تَنأى
فبيني وبينَ المَضيقِ منَ الرَّهْوِ
حدٌّ كما شَعْرةٍ من دخانٍ
وحائطُ وَرْدٍ تَجَمَّدَ فيه الأريجُ
كما كِسْرَةٍ من زُجاجٍ
فَأَنَّ فؤادي
فَناءَ
الهواءُ
أما زالَ في العالمِ الخارجيِّ شجارٌ ،
وبوْحٌ ، وهَجْرٌ ، ..
وفي الليلِ مازالَ ، آنَ الجوانحُ
تَنْدى اشْتياقاً ..
يطيبُ
الْبَداءُ ؟!!
وقبلَ انْبلاجِ الصباحِ ، على غُرَّةِ ( العود )
يزْهو ( البَياتً ) شجيّاً
فيحلو الغِناءُ ؟!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى