مصطفى الحاج حسين - لكي أنساكِ...

لو أفقدُ ذاكرتي
وأنسى لغتي
ولا التقي بمن يلوذ بكِ
وأن يتغيرَ شكل السّماء
وطعم الهواء
وشكل الماء
وتختفي العطور
وترحل الطّيور
ويتصدع المطر
ويتنكر الشّجر
ويتوارى عني الضّوء
وأن تشرق الشّمس من غير مكانٍ
وتبتلع الأرض البحار
ولا يبقى غير الموت
يعاشرني ..
وعلى الليل
ألَّا يحتكّ بي
وكذا النّهار . .
ألَّا يريني وجهه
وينبغي أن تغير الأرض
مسارها
والقمر هذا ..
ممنوعٍ من الإطلالةِ
لا أسمح لأيّ كان
أن يبقى
لأنّ فراشة واحدة
تذكرني بكِ فأنتكس
لكي أنساكِ ..
لي ألف ألف شرط
منها ..
أن يلغى الحبّ بتاتاً
وتتكسّرَ قامات الأحرف
وأن يطردَ الشّعراء
من كلّ أصقاعِ الدّنيا
وتحبس القصيدة
داخل أقبية المخابرات العربيّة
وتتبادل الجهات مواقعها
يصير الفوق تحتاً
ويقلب الأعلى إلى أدنى
وعليٌ التّخلص من قلبي
وأبتر يديّ
وأطوّح بأقدامي
وأفقأ مهجتي
وأتوقّف نهائياً عن التنفس
وأرمي بروحي في مكانٍ بعيدٍ
كلّ هذه الإجراءت
ستخفقُ في المحصلةِ
لأنكِ تسكنين مساماتي
سأبقى أحبّكِ
إن فنيَّ الوجود
بلدي العظيمة أنتِ
لغة الله مع الملائكةِ
وتحفته النّادرة
حلبُ ..
نبضَ الوجودِ *.

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى