محمود سلطان - يا طفلتي الملقاةُ.. فوقَ الأرصِفَهْ

يا طفلتي.. الملقاةُ..
فوقَ الأرصِفَهْ
والأبوَانِ يبحثانِ عَنْ فِتَاتِ الأرغِفَهْ
ومن كمينٍ عربيٍّ..
يقطفُ الشّهدَ على صَدرِك.. تُفاحًا وتينْ
قد تعبرينَ بَعدَهُ.. حوَاجزًا..
خنادقًا..
بنادِقًا..
يُقَايضُونَ الجنسَ مِنكِ بالطّحينْ
يفتشونَ في خَرَائِط الحَيَاءِ عَسكرٌ..
ومخبرٌ..
وتنهشُ اللحمَ عيونْ
وتخرجينَ مِنْ زنَازِينِ فَخَامةِ الزَّعيمْ
وصَاحبِ الجَلَالهْ
إلى زنازينِ.. ملشيَاتِ أمِيرِ المُؤمنينْ
وتعبرينَ بعدَهَا.. ألفَ كمينٍ وكمينْ
من عربٍ.. و"قومجية" الكلام.. والدّينْ
والسّيفُ والنّجومُ والنّيَاشِينْ
جميعُهَا..
يا طفلتي..مُزيفهْ
سِرْبُ صُقُورٍ..
وبلا حُرُوبٍ..
لا سيرةٌ ذاتيةٌ.. مُشرّفهْ

يا طفلتي الملقاةُ فوقَ الأرصفهْ
على جَثَامينِ الرّفاقْ
وبينهمْ أحلامُكم مُمَدّدَهْ
جميعُهمْ.. يا طفلتي.. مِنْ خُشبٍ مُسَنّدَهْ
عليكِ وحدكِ.. الصُّقورُ تنفخُ الأكتافَ والشَّوَاربْ
نسمَعُهَا "قعقعةً" مُستَأسِدَهْ
أمَّا هناكَ حيثُ تُشترى العُرُوشْ
فنسمةٌ في ليلةٍ صيفيةِ.. على الخدودِ بَارِدَهْ
وكلُّ عبدٍ يَشتري ..مِنْ لحمِنا
وَجَوعِنا..
وفقرِنا "شرعِيّةً".. وسَيّدَهْ


يا طفلتي..
أيَّ المخيماتِ عنهُ تبحثينْ
عنوَانُكِ المكتُوبُ عندي مِنْ زَمانْ
في كتبِ الجُغرافَيَا
وفي دروسِ الشّعرِ والتّاريخ..
والرّسمِ.. وحصّة الدّينْ
قد غيرتهُ يا صغيرتي بنادقُ الرّفاقْ
والقادةُ المُناضِلونْ

من غزةٍ.. والضّفةِ الغربيهْ
وبيتِ لحمٍ والجليلْ
من نابلسٍ إلى جنينْ
قد غيرتهُ يا صغيرتي بَنادقُ الرّفاقْ
فأرضنا.. يا طفلتي بلا ذُكُورْ
مَنتُوفةُ الشَّوَاربْ
وخصبةٌ.. مثلُ إناثِ النّمل والأرانبْ
لا تلدُ الحبَّ على أعشَابِها
فتحتً كلِّ عُشبةٍ عِصَابةٌ وكتائبْ
فأرضنا ..
ومن محيطها إلى خليجها
جميعُها .. مُخيماتْ
يا طفلتي..
هلْ تعرفينْ
أيَّ المخيماتِ عنه تبحثينْ؟!
عنوَانُك المكتوبُ عندي مِنْ زمانْ
قد غيرتهُ يا صغيرتي بَنَادقُ الرِّفاقْ
والقادةُ المُنَاضِلونْ

** القاهرة..
محمود سلطان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى