علي محمد تيراب (علي المجينين) - غرق على حافة فنجان

قبل أنّ أصرخ
قبل أنّ ألوثُ رؤوسكم بالبُكاء
افسحوا لنا الطّريق
لنعبر هذا الصّراط إلى أرض الفرح الفسيح ،
شبه ناجيّن أو أقل من ذلك
لكي لا أنزلق واتدحرج نحو حزن جديد
واخسر آخر نفس في رئتاي
لكي لا يدفع المتبقي من الوطن ثمن تذكرة العبور مرة أخرى
ويخسر كل ما دفعه سابقا _
من ابناء، وارض، وخضرة، والكثير من الدّموع
قبل أنّ أصرخ
قبل أنّ أسيل كدمعة اخيرة على خد متشقق
فأنا كالوردة اتشبث بالأمل
افسحوا لنا الطريق،
ما أبشع الحرب
ما أثقل الصراخ
أنا الوردة التي ذبُلت حين قصفوا النّافذة
ذبُلت بعد تهشم الاصّ
قبل أنّ أصرخ
قبل أنّ ابتلع آخر بحة،
كناي معطوب
كآخر نغمة في اللّحن
ككمنجة عالقة في لحن حزين
افسحوا لنا الطّريق
سنعبر الصّراط
أنا ونصف الوطن
يد بيد
كتف بكتف
ساق بساق
حزن بحزن
سنعبر الصّراط
أنا ونصف الوطن
وكل النّاجين
وشبه النّاجين
وحتّى أولئك الذين لم ينجوا
سيعبرون
بعد أنّ يستفيقوا من نومهم المؤقت
سيقفون على اصلبة فضية
ويعبرون دون دهشة..
حينها
سينمو الوطن ويصير شاسعا
حينها
سنعبر هذه الحرب وكل الحروب القديمة
وليغرق الموت على حافة فنجان

على تيراب
السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى