جوانا إحسان أبلحد - حروقٌ شِعريَّة مِنْ الدَّرَجَةِ الثَّالِثة

توطئة :
مَحرَقةُ الأرانب أمْ مَحرَقةُ الحبيبة أمْ مَحرَقةُ القصيدة
تعدَّدَتْ النيرانُ والشواظُ واحد
شواظٌ لايُفارِقُ شميمَ الذَّاكرةِ
وأحرَقْ !
*
مُلاحظة خجلى :
التوطئةُ أعلاه غيرُ قابلةٍ لاستيعابِ المُتلقي إلَّا بعدَ قراءةِ النصِّ بهيئتهِ الكاملة/ المشعولة أدناه
*
هَلْ نشقى جميعاً بالجَّحيمِ المنقولِ قصَّاً
كَـ بُحيرةِ النَّارِ والكبريت
أمْ نسرحُ فرادى بالنَّعيمِ المعقولِ شِعراً
كَـ حقلٍ أخضر
والعاشقُ يتشوَّى جحيماً كالَّذي يتمطَّى نعيماً، بساعةِ شِعر..
*
العاشقُ هو الشَّاعرُ برجفةِ الأرانب مُذ كانَ طفلاً
مُذ عرفَ الشِّعرَ بشعورٍ جاهل
بشعورٍ لَمْ يقوَ على اللُّغةِ فحَسْب
*
الشَّاعرُ هو العاشقُ لبياضِ الأرانب حتَّى أصبحَ كَهْلاً
مُذ شَبَّ على الشِّعرِ بشعورٍ دارس
بشعورٍ تأبْجَدَ بالعربيَّة الحُلوة فحَسْب
*
العاشقُ يُصْلَبُ شِعراً على جسدِ الحبيبة
الشَّاعرُ يُصْلَبُ عِشقاً على جسدِ القصيدة
كلاهُما واحد، وعلى جسدٍ واحد
وذيَّاكَ الجسدُ هو الصليبُ الشَّاهدُ على حُفرةٍ تحترقُ
هكذا أجسادُ الأرانب تموتُ حرقاً
والحارقُ ابنُ الجيران
*
الشَّاهدةُ الوحيدةُ على مَحرَقةِ الأرانب انتحرتْ حرقاً بعُمرِ الثلاثين
-للخلاصِ مِنْ زوجٍ أرعن -
كانتْ بنتُ سبعِ سنواتٍ عندما تعالَقَتْ مَعَ ابنِ الجيران
ولَمْ تتزوَّجْ ابنَ الجيران
وهوَ الطفلُ الرجيمُ الذي أحرقَ الأرانبَ قبلَ ثلاثينَ عاماًً
وهوَ الذي يتقاطرُ نُبْلاً وَ نورانيَّة بعدَ ثلاثينَ عاماً
كانَ العاشقُ والشَّاعرُ ذاتهُ بـ آنٍ دامعٍ
منذُ حفنةِ سنواتٍ تعلَّمَ إسالةَ الدُّموعِ ليسَ مِنْ عينيْهِ
وعلى حائطِ المَبكى الفيسبوكي الخاص بهِ،
قد يشمُّ القاريءُ شواظاً مِنْ قصيدةٍ مشعولة
ومِنْ دلَّةِ المنشوراتِ الخاصَّة بي،
قد يذوقُ القاريءُ مرارةً مِنْ قصيدةٍ ( سادة )
*
*
30 / شباط / ألفين وَ مُفتعلي الحرائق
*
جوانا إحسان أبلحد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى