هشام حربي - تشرب ُ ماءها..

أكتبُ أم أرى
سيؤول حالى للجنون فلا أرى إلا خثار النار
أكتبُ أم أرى
وجميع حرفى جمرةٌ تصف البقاء على حدود جزيرةٍ
من أجل ذلك لن تكونى صورةً للشمس ، أنت بداية الشطآن ، عندك لا يصير الليل ليلاً ، والسماءُ تصير بحراً ، هكذا كنا نُعرّفها ، هل على المفتون لومٌ حين يُشعل ُصمتهُ ليقول ، والنيران ُتبدأ من حديثٍ هامسٍ ، سيظل همساً كلما حدّثتُ عنكِ و عن فيوض الزهر ، هل تجدين في الشط المقابل غير تلك النار ، هل كانت سيزهر عندها التاريخ ،
قد قالوا ستكتبُ ما ترى ،
وأقول أقرأ ُما أرى ، وسيكتبُ التاريخ شيئاً آخرا
قارنتُ حين جلستُ ، أسألُ كلّ من مروا على بوابة السور الذى شنقوا عليه العبد ، حين تطوحت قدماه ، سارع خَطوهُ ، ومشى على عصرٍ يردد ما رأى ، وهنا تطير طيوره ، وتناقل المارّون نظرته بلا خوفٍ ، يقول العبدُ - آخر من رأى : من كان ذا عين ٍستنبتُ رأسُه في غير موطنها ، فأذكرُ سوءةً وأعدُ من بين المسارب مدخلاً للنار تأكل كل ماكتبوا ،
أحررُ صيغةَ التاريخ بالفعل المضارع ،
قد تحررنى الكتابةُ والكتابُ مراوغٌ ،
وسيعبر النساكُ جسراً لن يوصلهم إلىَّ ، وربما سألوا عن المعنى القديم ، فلا أرى إلا حريقاً شبَّ في أصل اللغاتِ ، فهل تحاصرنى المياه ،
وهل لها إن شبت النار التي لم تكتمل أن تسبق الطوفان بالغرق ،
البداية دائماً دمعٌ يحرر رؤيةً ،
هل كنتِ حاضرةً ولم تمسح يداكِ دخانها ، والطير يسقط ، هكذا لم يوقف النيران دمعُكِ أو دموعُ السائرين ، و رغم ما قد قيل يوماً ، فالقيامةُ لم تقم للآن عند الجسر، حيث تجمّع النُّساك ، هل سألوكِ عن لونٍ لماذا لم يجربه الثقاةُ وما الذى سكبوه فوق النار حتى يطمس التاريخَ ، هم للآن يختلفون حول شرارةٍ بدأت وعن ماءٍ تواترت الروايات الأكيدةُ أنه قد كان عندكِ ، يرجع النساكُ بالخبر الذى هم ناسخوه بصمتهم ،
من أجل ذلك لن تطير حمامةٌ
وسترجع النار التي شبت لتشرب ماءها

.....................
هشام حربى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى