كاظم حسن سعيد - ديوان (الانوثة في مرجل الروح)

(مطلقة)
خمس سنين
ما شاهدت الشارع
احوك وانتظر
جسدي خالطه الصبير
وطفلي خشنه الصفع
دعني انتقم الان
في ذاك البيت المخفي
اخيرا يسحقني محبوبي .
2 ـ 2002

***

(محبس)
سرق محبسها الذهبي
ودخل به الحمام
تعرى وحرك به الحجر
امثل هذه التفاهات
تكفيه ليمتليء بالزهو والانتصار ؟!!
9 ـ 2002

***

(استعارة )

متحررة من الحلي وسخونة المكياج
تنقع البياض المتورم
في طست الماء
تتدلى جمرتا الصدر الخائرتان
مجهدة من المرايا وتمثيل الخفة والمرح
من السن المذهبة
من العبارات الرقيقة الثقلى
تلوذ بذاتها من سلطان المراهقة
تجفف الخصلات الفضية
وتنهار جذعا بسعفة مصفرة
صاغية لنبضات النبض
ونائحة على يوم مضاع .
7 ـ 3 ـ 2002

***

(شيخوخة فتاة )
خيط العنكبوت على علب الزينة والمجلدات
تمشي على الركبتين له , او تترك رنينه بلا جواب
حلمها مشرحة , وحفها بالعاقول ..
الملابس الداخلية والاساور في سلة خوص
تختصر صلاتها , تعتذر عن عائدها بالتغافي
تسلق البيض وتنام بلا طعام , الآلام في جسدها الغض تعلن عن موسمها
(هل سيأتي او يصاد
خلوا او مثقلا بالفقر والخراف ,
ويعيد ذلك الوجه الذي اسكر الشوارع ) .
سجوا وبقيت حرارتهم على الابواب
الاخرون سلخت اصباغهم
تمركز الخوف وتكثف السأم
يأتي صديقها الوفي القديم ويمضي
مخلفا في روحها الرماد
وفي شفتيها طعم الحنظل
احيانا تدقق في شهادة وفاتها .
3\2002

***

(الستارة الشفافة )
1 ـ
بعدما استقر
هرعت فورا لتحاور مرآتها .
تيارهما من خشب
وفي فجوة من المطبخ
تعرت زنزانة الروح
حينما ابتسمت لنفسها
متصورة انه لا يراها
**

هنالك في البيوت الخفية
التي يسيل اليها البصر
والتي تشبه امبراطورا يعلن عن ثروته
حين اغلقت المنافذ بوجه الحاجة
كانوا يعطرهم الطير
وتتسابق الرياح لحملهم حيث يشاؤون
هنالك تتآكل ارواحهم وتشيخ
ويتقنون دور السعادة
وجودهم ضرورة لديمومة الاكواخ
توجّهم الالتواء وانجبتهم الزوبعة
اولئك المتطفلون على الفخامة
شاهدوا لوحات مشوهة فقلدوها
يفضحهم بالانتماء الى الطبقة المستحدثة
لهجة دكناء
ومبالغة في المظهر
*
الكراسي المزخرفة التي يتمركز البن في صاجها
السجادات الثمينة
المجلدات
الاقراط , وذهب الشعور
الاجهزة الفخمة
اكياس العملات المهملة
مع ركلة يسمونها قدرا
تعود لاهلها
ويعودون لاحيائهم التي
تأجلت فيها الحياة .
14\3\2002

***

( تجربة اولى )
1 ـ
حين تفجر في الجسد الجثة
ينبوع الرغبات
لملم انجيل الخوف نصائحه
وخلف في العينين لغات
لا تقربها الاحلام الرثة
×××
2 ـ شفة منسية
لسعت بلسان
فتلت آيات مسيلمة
واصبت بالهذيان
3 ـ
غفلة ..
من صرتي فر البوم
وغزا الجسد الحي
فتخشبت الشفتان
وتخثر في حدقات الطفلة
غضب الانسان
1\10\1989

***

(سريالية )
بعد لقائهما الاول
احتفظ بها في صندوق زجاجي
بعد سنة , قززه شعرها , رغم عطرها الجوري
وسيولة الذهب
فقصه ودسه في كيس ورقي بعد اشهر , حين استعرضه امتلأت كفاه بالقمل
بعد عامين , بتر نهدها , وضعه في ابريق فضي
قرب وسادته , صحا ليلة فرأى جرذا
دخل الابريق وخرج يمضغ حلمة متفسخة
مضت سنوات عشر
يحمل موسى كلما زارها
ويقطع ما يضجره من جسدها
2 ـ
افنى بقية العمر فيما تحصن من الجسد المرمري
3\1\1989

***

(من الدوام وبعد ذلك)
الشيوخ المنزوون تحت شجرة السدر
الذين لا تثيرهم الطلقات
ولا يفقس بيضهم
بائع الحلوى الغافي غلى صينيته
المرأة التي تانف من الفضول
كوة الباب المغلقة ابدا
والتي يتوارى خلفها زاهد
في هذه الظهيرة الساخطة
كلها نشطت
عندما مر قميصها الابيض المبعثر
تئن ازراره العليا .
11\3\2002

***

(استعارة )
متحررة من الحلي وسخونة المكياج
تنقع البياض المتورم
في طست ماء
تتدلى جمرتا الصدر الخائرتان
من السن المذهبة
من العبارات الرقيقة (الثقلى )
تلوذ بذاتها من سلطانها المراهقة
وتنهار جذعا بسعفة مصفرة
صاغية لطرقات النبض
ونادمة على يوم مضاع

***

(براعم العهر )
الوجنتان الناضجتان بالازهار
العينان يموج فيهما التطلع والحياء البصري والاسئلة
الصوت الذي يحرك الشهية لدى المتصوفة
النهدان الصغيران العصيان على جيش مدرب
الطفولة التي تقاوم السنوات ..
لم تتغير !!
لكن براعم العهر الخفي غير المتوقع مسخت السحر
ومررت بصمات الاصابع على كل شيء وانقذته من المصهرة
لا تتحمل الرعب
ارحموها
يكفي هجرها من الذاكرة
6\2008

***

(اغتيال قدري )

عالجت بالجمر لهيب الجسد
وقبل ان تتخشب الشفاه
وتتفحم الشفاه
تركت الاصابع الخبيرة في الزوايا المظلمة تعبث كما تشاء
لم تفزعني ساديتهم ولم تنهكني رقة القبلات
خبيرة برسم الحاجبين وانتقاء الملابس الداخلية
تركت حجابي يخدع وانوثتي تسحق
كنت اهرب من غرفتي للغرق
تارجحت سنينا بين الصحو والجنون ...
الان .. يغزوني حزن ثقيل تكتل في حجرتي
من يعيد لي الاحساس بالصباح ؟!!
افزع الان من ضحكات الصبايا ومرحهن
بعد الثلاثين .. همي ان احوك كفني !!
لكنني في يأس انتظر
ربما يخطيء الزمن
ربما يعود بعض الالق في عيني التي طالما سحرت وارعشت ..
امزق الستائر لان الخسوف قائم

الوّث الارائك الارجوانية , لا استطيع الاسترخاء
الاشياء والكلمات تسلخان من المحتوى
فاغلقت بابي
وتصوفت مع الدموع


بعد كل هذه السنوات تأتي ؟!!
واثقا ومجملا القناع
....
....
لك ما تشتهي :
قبلات مركزة
والتقوسات , الحركات اللبوية والذوبان
وسائد معطرة
سانجح , ساجعلك ترتعد
ولكني هيأت لك حوض التيزاب
ستحلم رجولتك بدور النقاهة
عندها يحق لي ان ابتسم .
3 ـ
اسمع الطرق على بابي
افك طلاسمه
لن افتح .. الزمان مجمد
وروحي لن يشكلها البريق ثانية
4 ـ
من يرشد روحي في صحرائها
حيث كوخ يسرب المطر
وقطعة من الرغيف
من يبادلني بهذا القصر الازوردي
بمرح الاطفال بين القصب وكتيب دعاء
وغفوة لا يضرجها الرعب
ايها الطين النقي الذي شكلني
من خبأ فيك مسخي
وموتي المبكر ؟!
11\2004

***
(المعنى الغامض في نظرات مباغتة )

شبه لاخ او زوج مفقود
او لحبيب مغترب او غادر
او ذكرى خلعت عنها قسماتك تلك السنوات
ماذا كنت تثير بتلك النظرات
9\1999

***

(هل يحق للراهب ان يمسخ الطفولة)

الصبية الخجلى
ترعد النسمة عنقها , وتجفل وجنتاها من ملامسة الورد
تتهجى الحياة
تربكها النظرات ويفزعها اصطفاق الابواب

لم تدرك بعد عدد الرجال الذين ستدفعهم للانتحار
والنسوة اللواتي ستقتلهن بالغيرة
وهناك في الحديقة المجهولة
جردت الراهب من هويته وغزاه الجحيم
ارتجت من قبلته الحذرة
واضطرب نبع الادراك في كيانها
وبدأ الراهب بمهمة الترويض
مرر شفتيه القاسيتين على كل برعم في جسد الطفولة
والصبية تذوب في هيمنة لذة غامضة
وقبل ان تعي ما يجري
هجرت الدمى قبل الموسم .
10\2004

***

(زيارة في عيد)
هربتك من ذاكرتي
علقت العشب كتلفاز خرب فوق الرف
وتغلبت على ثعبان الرغبة
في ظلمات الكهف
واجهتك ممتلئا بفراغ
حجري الثغر
شبحي النظرات
فالتقطي النهد وفري
قبل جحيم الكلمات
11\11\2010

***

(احتمالات )
ربما نكسة النفس او صحة
ربما آفة العقم او قطع جزء من الثدي
او فقد طفل اثير
او جفاء لبعل
او عاهة غادرة
في الجبين
ربما وحشة في السرير
ستمسخ هذا الجمال الذي لا يقاوم .
1999

***

( انتهت اللعبة)
شبحها المرآة
لا بديل لعناقيدها التي تنهب بالتقطير
يدب الوهن في الساقين
البريق يغادر السحر في عينيها
تتثاقل الخطى

يبرد فيها الحماس للاشياء
ورغم ان مشطها لا يهاجر
لكنها فقدت لذة التسريح
وكلما راودها الموت او لدغتها جرثومة الشيخوخة
تعود لالبوم الصور
نادرا ما يرن هاتفها
استيقظت يوما
فاجهزت على جميع المرايا
ورسائل العشاق
2\2008

***

(حياة انثى)
متوحشة من الجدران
وثقلى من المطر
حين هرعت الى الباب
كمن يثأر لحياة
او ينتقم لشهوة ملجمة
قضمت بعينيها رجلا يمر
وحينما اسيقظت
كانت تئن .....
كان لسانها الثعباني في الحلم
حلا لا بد منه لحياتها المؤجلة
1\1999

***

(تأهيل انثوي )

بقميصها عبث الصبي ومر دفيء الدميتين ,
خطفا , باصناف الحلي , على قوارير العطور , على المرايا الباردات , على الاساور ,
خر لاحظه المسمر بين ظل الذئبتين على الزجاجة
فاستدار من الرفوف لها ....
لكنها كانت تشير
بالحاجبين
لصبية نهدت تروضها.
1989

***

(الثوب الاسود)
لم تبك النرجس ..
لم تبك النرجس الذي احمر في الحدق
او السواد الذي ترتديه كدرع حجري
لم تتمزق لان الشفتين التصق عليها الثلج للابد
انها تئن من الشارع
في الحمام : تشفق على طراوة الساقين
في فراشها : وحيدة تقتل الرغبات
تستعيد ماضيها في الثرثرة : كلما تكومن مثل خنافس على الطرقات .

انها لا تبالي : فواكه ولا معدة
تدليل: وشعوب بالسحق
انها تبكي من الشارع

كلما اجتازت قبرها ومشت على رصيف
يبدأ الحصار : (ابواق السيارات , غزل جارهم ,همس المتزوجات , تملق موزع المرتبات ) .
كل حركة منها
كل ظل يدنو اليها ــ ينبوع للاقاويل
مذ سلبت الشظايا وجهه الفتي والرياح الوسخة
تراهن على مسخها لونا نشازا في لوحة الحياة .
4\3\1989

***

(علاقة حميمية )

من يشتري هذه الجثة ؟!
( تركله )
من يشتري هذه الجثة ؟!
(تطعمه البيض الفاسد )
من يشتري هذه الجثة ؟!
(تصب عليه الدبس الساخن )
كان زوجها المعاق
مستسلما يحملق ساهما من الشباك
حيث يندفع الزورق الشبحي اليه
من نقطة التلاشي .
2 ـ بعد ان يرمي الزجاجة
وتتمكن منه الخمرة
يبحث في الغرفة المتربة
ويعود بالمصحف
وبخط مرسوم لوحات
يبدع في رسم الآيات
1\1999

***

(الطفولة نجاة)
لا تقتلن الوقت بالزينة
لا تحرقن المرتبات
الجمال ينبع من الروح
ابحثن لها عن نوافذ


كاظم حسن سعيد
- ديوان (الانوثة في مرجل الروح)

2019

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى