كتب نهاية الفصل بأنّ: "البطلة كانت عصبيّة المزاج خلال تلك اللّحظة، حينما رشقَتْ ماء الكأس بعد أن رطّبتْ شفتيْها". وقبل أن يُغلق الروائيّ دفتره شهَقَ بعُمقٍ.. راح يمسحُ وجهه، ويحاول تجفيف قميصه المُبلّل بجزء كبير من صدره. وقف طويلًا أمام النافذة قُبالة قُرص الشّمس عند الغروب.
اِرْتسمَ وجه أمّه على قُرص الشَّمس بأكمله، رغبة مُلحّةٌ بتقبيلها، هاجت بداخله ثرثرة: "لقد كبُرتُ يا أمّي..، وتعبتُ". صوت صرير الباب المُتقطّع ببطء كلحنٍ جنائزيٍّ يُشيّع الشّمس إلى مأواها الأخير، حرارة جسمه تتدفّق بفجاجة غير مُبرّرة، ولم يعُد يشعر برطوبة القميص.
في الدّقائق الحَرِجة تأتي المفاجآت، ربّما تنقلبُ الأمور رأسًا على عقب.
-"شيءٌ ما.. انكسرَ هناكَ في المطبخ؛ أتوقّع أم لا يتعدّى فنجان قهوة، أو صحن الموالح، ليس غيرها.. تلك القطّة اللّعينة التي تعبث بالأغراض".
كان راغبًا بالتّحديق بوجه أمّه، المُطوّق بالهالة الذهبيّة المُشربّة بحُمرة الأصيل؛ لتُضيء عتمة دواخله المُنهكة، ولم يكُن في نيّته ترك موقعه أمام النّافذة إلى حين تباشير قدوم النّجوم. راوده أمل بظهور القمر. "ليته يأتي بدرًا ومعه وجه أمّي" قال لنفسه.
التعامل مع الزّجاج بحاجة للحذَر، التقط المكنسة لجمع بقايا الكأس المُحطّمة الذي رمته البطلة. تساءل بدهشة: "للآن لم أدرك سبب قذفها للكأس؟. أوه..! يا إلهي. وجدتُّها.. سأختم".
بعد أن سحب نفسًا عميقًا، انفرجت أساريره، أغلق دفتره، ورجع للنّافذة راجيًا تحقيق أمنيته. شكل غريب استوطن جانبًا من وجه القمر، تأمّل شكل رجل ذي عمامة، خطر له سائق الحافلة "السّيخيّ" بعمامته البُرتقاليّة المُنضدّة بإتقانٍ عجيبٍ. استحضرته خاطرة عادت بها ذاكرة (الفيسبوك):
"إبليس دخل عِمامَة، من فوره خرج مذعورًا، ذُهولٌ ظاهر على ملامحه.
- سُئل: «لماذا لم تستقر فيها؟.».
- : «لم أحتمل ما يجري بداخلها».
إبليس والمساء يتصارعان، كلاهما ينتظر الظلام. عاد لدفتره لتدوين ما استجدّ له، أغلق النّافذة، وأسدل السّتارة شاعرًا بإعياء شديد مصحوبٍ بجوع.
اِرْتسمَ وجه أمّه على قُرص الشَّمس بأكمله، رغبة مُلحّةٌ بتقبيلها، هاجت بداخله ثرثرة: "لقد كبُرتُ يا أمّي..، وتعبتُ". صوت صرير الباب المُتقطّع ببطء كلحنٍ جنائزيٍّ يُشيّع الشّمس إلى مأواها الأخير، حرارة جسمه تتدفّق بفجاجة غير مُبرّرة، ولم يعُد يشعر برطوبة القميص.
في الدّقائق الحَرِجة تأتي المفاجآت، ربّما تنقلبُ الأمور رأسًا على عقب.
-"شيءٌ ما.. انكسرَ هناكَ في المطبخ؛ أتوقّع أم لا يتعدّى فنجان قهوة، أو صحن الموالح، ليس غيرها.. تلك القطّة اللّعينة التي تعبث بالأغراض".
كان راغبًا بالتّحديق بوجه أمّه، المُطوّق بالهالة الذهبيّة المُشربّة بحُمرة الأصيل؛ لتُضيء عتمة دواخله المُنهكة، ولم يكُن في نيّته ترك موقعه أمام النّافذة إلى حين تباشير قدوم النّجوم. راوده أمل بظهور القمر. "ليته يأتي بدرًا ومعه وجه أمّي" قال لنفسه.
التعامل مع الزّجاج بحاجة للحذَر، التقط المكنسة لجمع بقايا الكأس المُحطّمة الذي رمته البطلة. تساءل بدهشة: "للآن لم أدرك سبب قذفها للكأس؟. أوه..! يا إلهي. وجدتُّها.. سأختم".
بعد أن سحب نفسًا عميقًا، انفرجت أساريره، أغلق دفتره، ورجع للنّافذة راجيًا تحقيق أمنيته. شكل غريب استوطن جانبًا من وجه القمر، تأمّل شكل رجل ذي عمامة، خطر له سائق الحافلة "السّيخيّ" بعمامته البُرتقاليّة المُنضدّة بإتقانٍ عجيبٍ. استحضرته خاطرة عادت بها ذاكرة (الفيسبوك):
"إبليس دخل عِمامَة، من فوره خرج مذعورًا، ذُهولٌ ظاهر على ملامحه.
- سُئل: «لماذا لم تستقر فيها؟.».
- : «لم أحتمل ما يجري بداخلها».
إبليس والمساء يتصارعان، كلاهما ينتظر الظلام. عاد لدفتره لتدوين ما استجدّ له، أغلق النّافذة، وأسدل السّتارة شاعرًا بإعياء شديد مصحوبٍ بجوع.