مروة آدم حسن إكبيرة - هكذا نشأتِ اللُّغة

أراد رجُلٌ في كتاب التاريخ أن يرى نفسه..
فغرق في نبعين من العسل..
خرج من هناك وفي يده قفيرٌ من القصائد..
لم يقل الناسُ بأنّهُ شاعر
كانوا منشغلين بتذوّقه..

وأرادت ذاتُ العينينِ العسليّتين
أن تصرُخ فبدأت بالرّقص..
فابتكر حبيبُها موسيقى لقبيلته
على إيقاعات جسدها
ورنّة خلخالها..

وأرادت قبيلتهُما
أن تبتكِرَ لُغةً يتواصلون بها..
فأمروا المواعيد الخجولة
بأن تنتظرهما عاريةً تحت ظلِّ الشجرة..
هُناك حيثُ يطمُرُ النهرُ ثرثرتَه في النبع..
ويُعلّق النحلُ قفائره على أكتافِ الغابة..

جاء الرجُلُ..
يحمِلُ التاريخَ على ظهره
في قلبه حرارةُ الكون
وفي يدِهِ زهرةٌ ناريّة..
وجاءت حبيبتهُ..
تحمِلُ المستقبلَ في خصرها
تتأرجحُ على صدرها قلادةٌ دافئة
وتتمايل في عينيها ألسنةُ اللهب..

وجاءت أُمّةٌ خلفهم..
سكنوا كهوفهم..
تتبعوا آثارهم..
لمسوا تصاويرَهُمُ المحفورةِ على الجُدران
صرخوا على كُلّ الإيقاعات..
ورقصوا على كل خصرٍ وخلخال..
لعلّهم يلمسون سيرتهم
لعلّهم يعرفون
من الذي ألهمَ الآخر
فكرةَ إشعالِ النّار؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى