بينما كنت فى طريقى لأعبر مزلقان السكة الحديد ، شاهدت عربة كارو من ذات العجلتين عليها كم كبير من الاجولة ، و الحمار الهزيل يحاول بكل جهده ان لا يتوقف عن المسير ، اتقاء للسعات الكرباج التى تنهال علي جسمه لو توقف لثانية لكي يلتقط انفاسه ، و لما كان الطريق الى المزلقان يتطلب صعود المنحدر وهذا يضيف الى عبء الحمولة اعباء فقد حاول الحمار ان يشق طريقه تحت وطاة السياط و اقذع الشتائم وظل يضرب بحافريه الامامتين الارض ليثبت عليها و نظرا لان الارض اسفلتية باءت المحاولة بالفشل وكبا الحمار على وجهه و المنحدر جعل الحمولة تنزلق للخلف فترتفع العربة من الامام و يصبح الحمار معلقا فى الهواء . و هنا جن جنون العربجى و انهال عليه بالسياط ، صائحا " طول ما انت ماشى ورا مخك خليه ينفعك ،لما اشوف مخى ولا مخك ." وهنا اسرعت مع بعض المارة لانقاذ الموقف ، و قمنا بتفريغ الحمولة ليعود الوضع كما كان عليه و يستقر الحمار على الارض و مجرد ما حدث هذا و اذا بالعربجى ينهال على الحمار ضربا صارخا : انا و انت و الزمن طويل لما اشوف كلام مين اللى يمشى " حاولنا تهدئة الرجل و لكنه برر موقفه( بان الحمار بيعمل باللى مخه و يخليه فرجة للى يسوى و اللى ما يسواش ، هو قاصد و عارف بيعمل ايه , كل يوم و فى نفس المكان , و الله ما اخليه يمشى اللى فى مخه و ما اخليه يمشينى على هواه, دا بيعاملنى على انى انا الحمار وباقول وسع بالك علشان لقمة العيش ,لكن كفاية كده طفح الكيل و يا انا يا هوه )
تسمرت في مكانى لبرهة لاتبين الطريق نظراً لأن سحابة سوداء غطت وجهى تبعها سيل دافق من الامطار المرة و المالحة تنساب بين اخاديد صنعها الزمن و انا اتساءل " لما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عبده مرقص عبد الملاك سلامة
تسمرت في مكانى لبرهة لاتبين الطريق نظراً لأن سحابة سوداء غطت وجهى تبعها سيل دافق من الامطار المرة و المالحة تنساب بين اخاديد صنعها الزمن و انا اتساءل " لما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عبده مرقص عبد الملاك سلامة