الكلاب نائمة..الذئاب خاملة..الاسود خامدة..نغزت احدها بعصا فلم يتحرك..كررت.. فتح عينية ثم استعاد نومه العميق..ربما خضع..ترسخت فيه اللاجدوى فآوى الى الاحلام..
وحدها النعامة تستطلعنا.. تشرئب رقبتها حتى سقف القفص..تتحرك يمنة ويسرى تطالعنا بعيونها...
نمشي ..قردان..يهرعان الينا ..احدهما ضعف حجم الاخر يستعرض عجيزته الحمراء..حتى اذا رأى التفاحة بيدي اعتلى فتسلقت المشبك بجهد ومددت له يدي فمد يده لالتقاطها..كانت اكبر من ثقوب المشبك..فجرب حركات عدة بيديه حتى تمكن منها القرد الصغير يتراكض نحو ما تساقط من التفاحة الحمراء.....قدمت له قنينة لبن فكفأها..ثم عاد اليها وكما يفعل المدمنون رفع ذقنه عاليا واجهز عليها..
قليل يتجولون...المجاعة مطبقة فلم اجد غير الماء في تلك الاقفاص القاسية..الكلاب البوليسية باقصى الحديقة مهملة منسية في موقع مقبري ظليل..كلاب قزمية ابتهجت وهي تتلقى منا الشامية...جئت اتسلى فداهمني الخمود..والسكون..وانشغلت بتوزيع الشفقة.. مكبرة الصوت تطلق اغنيات واناشيد وطنية..كأنا بساحة حرب..ذكرتني ب ( احنة مشينا للحرب) يوم كان الفتية يزهقون على السواتر البعيدة وقد حجرهم الرصاص والراجمات...
هل كنت تتوقع يوما ان تقترب من الاسد وبكل برود تبزه بغصن اثل نحيل دون ان يرتج لك نبض او يخضك رعب...وماذا لو صدفة فك اسره كيف تتقابلان..ستحميك بيدين مرتعدتين..وتتمنى اسرع موت...ثم سينطلق في الحديقة ليخلد المجازر وملاحم الصراخ..وفيما سيرقبه القرد عبر الفجوات ويحمد الله على قفصه سيفنى حماس الصبية القليلين و ينسى مرحهم.. العوائل تتوافد باندفاع يسبقها الصغار يتقافزون ويصفرون..لكن النساء واجمات يحاولن ان يعشن اللحظة فيبتسمن فيما يتقطر ملل في الاعين وحزن يتسلل في الحدقات.. الحديقة تخلو من اللافتات وحنظل الشعارات..قال لزميلته وعيناها موضع الاستقطاب وهما امام القردين:( صاحبي حدثني ليلة امس عن شاب صحب حبيبته لحديقة الحيوان وضمر ان يمر بها على اقفاص القردة فترى تزاوجهن فتثار ..عندها ساجهز عليها...فحدجته بنظرات قارئة وقالت < لعنه الله ..تفكير لم يمر بالشيطان> .
مررنا برجل يشخر تحت سقيفة المعرشات..امامه اكياس ..وقد وضع وجهه على يديه على الطبلة...وانفصل عن العالم...هنا اطبق الخمول على اغلب الاشياء...الخدر ملك الحديقة..ربما تحتاج لعاصفة صاعقة لتصحو..
الرجال لا ينظرون للزوجات حتى الصغيرات منهن..وهن ينشغلن بالرضع والاستطلاع...
لا تفتقر هذه الحديقة الا لمهرجان غربان طليقة..
وحدها النعامة تستطلعنا.. تشرئب رقبتها حتى سقف القفص..تتحرك يمنة ويسرى تطالعنا بعيونها...
نمشي ..قردان..يهرعان الينا ..احدهما ضعف حجم الاخر يستعرض عجيزته الحمراء..حتى اذا رأى التفاحة بيدي اعتلى فتسلقت المشبك بجهد ومددت له يدي فمد يده لالتقاطها..كانت اكبر من ثقوب المشبك..فجرب حركات عدة بيديه حتى تمكن منها القرد الصغير يتراكض نحو ما تساقط من التفاحة الحمراء.....قدمت له قنينة لبن فكفأها..ثم عاد اليها وكما يفعل المدمنون رفع ذقنه عاليا واجهز عليها..
قليل يتجولون...المجاعة مطبقة فلم اجد غير الماء في تلك الاقفاص القاسية..الكلاب البوليسية باقصى الحديقة مهملة منسية في موقع مقبري ظليل..كلاب قزمية ابتهجت وهي تتلقى منا الشامية...جئت اتسلى فداهمني الخمود..والسكون..وانشغلت بتوزيع الشفقة.. مكبرة الصوت تطلق اغنيات واناشيد وطنية..كأنا بساحة حرب..ذكرتني ب ( احنة مشينا للحرب) يوم كان الفتية يزهقون على السواتر البعيدة وقد حجرهم الرصاص والراجمات...
هل كنت تتوقع يوما ان تقترب من الاسد وبكل برود تبزه بغصن اثل نحيل دون ان يرتج لك نبض او يخضك رعب...وماذا لو صدفة فك اسره كيف تتقابلان..ستحميك بيدين مرتعدتين..وتتمنى اسرع موت...ثم سينطلق في الحديقة ليخلد المجازر وملاحم الصراخ..وفيما سيرقبه القرد عبر الفجوات ويحمد الله على قفصه سيفنى حماس الصبية القليلين و ينسى مرحهم.. العوائل تتوافد باندفاع يسبقها الصغار يتقافزون ويصفرون..لكن النساء واجمات يحاولن ان يعشن اللحظة فيبتسمن فيما يتقطر ملل في الاعين وحزن يتسلل في الحدقات.. الحديقة تخلو من اللافتات وحنظل الشعارات..قال لزميلته وعيناها موضع الاستقطاب وهما امام القردين:( صاحبي حدثني ليلة امس عن شاب صحب حبيبته لحديقة الحيوان وضمر ان يمر بها على اقفاص القردة فترى تزاوجهن فتثار ..عندها ساجهز عليها...فحدجته بنظرات قارئة وقالت < لعنه الله ..تفكير لم يمر بالشيطان> .
مررنا برجل يشخر تحت سقيفة المعرشات..امامه اكياس ..وقد وضع وجهه على يديه على الطبلة...وانفصل عن العالم...هنا اطبق الخمول على اغلب الاشياء...الخدر ملك الحديقة..ربما تحتاج لعاصفة صاعقة لتصحو..
الرجال لا ينظرون للزوجات حتى الصغيرات منهن..وهن ينشغلن بالرضع والاستطلاع...
لا تفتقر هذه الحديقة الا لمهرجان غربان طليقة..