عبدالرزاق دحنون - ذوَّاقة الشاي

صديقان يحتسيان الشاي في مقصف كلية الطب البشري المطلة نوافذه على ساحة الجامعة. فجأة ارتفعت ضجة وأصوات هرج ومرج، وتردت أصوات استغاثة، وأنات شاكية، وشتائم عنيفة، ونوبات ضحك واضحة شامتة. أطلَّ أحد الصديقين من نافذة مقصف كلية الطب ليستطلع ما الأمر. قال:

- انهم يضربون شخصاً ما في ساحة الجامعة.

سأل الآخر:

- لا بد أنه مذنب؟ ولكن في رأي لا يجوز أن يسمح بمعاقبة شخص بدون محاكمة، مهما يكن ذلك الشخص، لنذهب ونذود عنه.

- ليس مَنْ يضربونه مذنباَ.

- ليس مذنباً؟ قد يكون لصاً؟ واللِّص يجب أن يقدَّم إلى محاكمة عادلة لا أن يضرب في ساحة الجامعة، عيب، لننتزعه من بين أيديهم.

- وليس لصاً.

- وليس لصاً؟ ليكن، ربما هو أمين صندوق في إحدى الكليات الجامعية، عامل زراعي في حديقة كلية الطب، مستخدم مدني، موديل في كلية الفنون الجميلة، بائع صحف، فاعل خير، حيوان! لنذهب وننجده، على كلِّ حال.

- ليس الأمر كذلك، إنهم يضربون متظاهراً متلبساً بحمل لافتة ضدّ الحكومة.

- صب شاي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى