د. فارس الحسيني - على لِسانِ (المُمَرِّض )

أَنا ( المُمَرِّضُ ) ، رَمزُ الحُبِّ لِلبَشَرِ
حُبٌّ تَجَلَّى لَكُمْ في أَروَعِ الصُّوَرِ !

الطِّبُّ : حُبٌّ ، وإِخلاصٌ ، وتَضحِيةٌ
ونعمةٌ مِثلُ ضَوءِ الشَّمسِ والقَمَرِ !

الطِّبُّ لِلنَّاسِ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمٍ ،
مِنْ أَبعَدِ البَدْوِ حَتَّى أَبعَدِ الحَضَرِ !

فَلَيسَ يَعرِفُ لا دِينًا ، ولا وَطَنًا
ولا لِسانًا ، وهذا أَعظَمُ العِبَرِ !

أَنا ( المُمَرِّضُ ) لِيْ نَحوَ العُلا سَفَرٌ
في كُلِّ يَومٍ ،وما أَحلاهُ مِنْ سَفَرِ !

إِنِّي أَنَا بَطَلٌ في سُوحِ مَعركةٍ
دارَتْ دوائِرُها في ( ليلةِ الخَفَرِ ) !!

دَمَّرْتُ جَيشًا مِنَ الأَمراضِ مُحتَشِدًا
ما أَجمَلَ النَّشوةَ الكُبرى مِنَ الظَّفَرِ !

أَقسَمتُ أَنْ أَهزِمَ الأَمراضَ قاطِبَةً
فَإِنَّما أَنَا سَيفٌ في يَدِ البَشَرِ !

أَنا ( المُمَرِّضُ ) فِيكُمْ دَوْحةٌ أَبَدًا
تُلقي الظِّلالَ وَتُعطي أَطيَبَ الثَّمَرِ !

إِنْ أَجدَبَتْ في رُبُوعِ الجِسمِ عافِيَةٌ
فَإِنَّما أَنَا زَخَّاتٌ مِنَ المَطَرِ !

إِذا سَمِعْتُ مَريضًا أَنَّ مِن وَجَعٍ
يَدُقُّ في القلبِ ناقُوسٌ مِنَ الخَطَرِ !

مُضَمِّدًا كُلَّ جُرْحٍ فِيهِ مُنتَزَفٍ
مُجَبِّرًا كُلَّ عَظْمٍ فِيهِ مُنكَسِرِ !

ما رَدَّني كَلَلٌ ، أَو صَدَّني مَلَلٌ
ولَم أَكُنْ شاكِيًا يَومًا مِنَ الضَّجَرِ !

كَ( نَحْلَةٍ)رحْتُ أَسعى غَيرَ ذي تَعَبٍ
بينَ الشُّجَيراتٍ ، والأَورادِ والزَّهَرِ

سَهِرْتُ لِلنَّاسِ ، والأَجفانُ غافِيَةٌ ،
فَلَم أَجِدْ لَذَّةً أَحلى مِنَ السَّهَرِ !

إِنْ طافَ بِيْ طائِفٌ لِلنَّومِ ، ثانِيَةً ،
فَذاكَ عِندِيَ ذَنبٌ غَيرُ مُغتَفَرِ ! !

كَأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ أَهلي ، صَبَوْتُ لَهُمْ ،
كُلُّ الَّذينَ هُمُ مَرضى على السُّرُرِ !

إِنِّي وَهَبْتُ لَهُمْ عُمْرًا ، بِلا مِنَنٍ ،
وَإِنَّ أَسخى سَخِيٍّ واهِبُ العُمُرِ !!

مَحَبَّةُ النَّاسِ كَنزٌ غَيرُ مُدَّخَرِ
أَغلى مِنَ الماسِ والياقُوتِ والدُّرَرِ !

أَنا ( المُمَرِّضُ ) هذا كُلُّهُ قَدَري
هذاشُمُوخِيَ ذا عِزِّي ومُفتَخَري ! !

سَأَمنَعُ الموتَ عن بِنتٍ وَوالِدَةٍ
كَي لا تُخَرَّبَ أَعشاشٌ عَلىالشَّجَرِ !

وسَوفَ أَحفَظُ لِلإِيقاعِ عازِفَهُ
كَي لا تَرِنَّ نَشازًا نَغمةُ الوَتَرِ !

وسَوفَ أَدرَأُ عَن قَومي ، ومُجتَمَعي
نارَ الحريقِ الَّتي تَأتي مِنَ الشَّرَرِ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى