د. راوية جبار حسن (راوية الشاعر) - سأخونك... هنا

أتعرف ...؟
ما تفعله تلك الأميال
تقلص من وزن الوهم
وتزيد من مساحة التأويل
ميل من الأسى
ميل من التوق
ميل من البصيرة
ميل من السلالم
ميل من السقوط
ومن النداء أميال وأميال
يفصلنا زمان بحجم الغيث
ومكان بحجم العطش
يفصلني عنك قصة لستُ بطلتها
اخونك مع رجل خنته حين عرفتك
كما خانتني أصابعك مع فستان من تخونها معي
اخونك مع كل الرجال
الذين اتوهمهم أنت
كيف ابرر فعلتي؟!
وكل ما يدور بي يحيطك بتمعن
لستُ اشبهك
ولستَ على مقاس لهفتي
ضدان
يغامران بنجاة سُمرة وغرق مشوار
هكذا أراني
كومة من قش
سرعان ما تأكلها حمرة الهتاف
سرعان ما يشعلها زفير خائف لاذ من خيبته
كي يقصم استقامة الخريف
هنا
امرُ بتعسف
اضربُني بموجك الغائب
و أدس نمش حروفي في ثقب قارب
هنا
سأخونك
مع
السطر
مع
المطر الذي لا يأتي
مع
عزلة المصابيح
مع
خزانتي المركونة في بلورة ساحرة من الغجر
مع
سقف غرفتي التي لا يموت سقفها
مع
مكيدة الوسائد البيضاء
سأخونك جدا
شاسع هذا الفراغ
كافر هذا التبجح
ناكر هذا الليل
أمرأه مثلي
تجيد فن خيانتك
لا تُترك على صفيح متى
لا تُهمل في وارد لا ينجب سوى لغة
معلقة بدبوس
لا تذبل بين صفحات كتاب مركون
لا تمتد كـ خريطة وطن منفي
لا تتعبد لكاهن يسرف في رمي القبل
كي ينسى وجهه المجهول في سحنة امرأة آخرى
لا تُرسل نبية
لكهف رجل يجيد قراءة الحفر
امرأة مثلي
حية كـ الغيم
ثرية كـ التراب
وحيدة كـ المحيط
محصورة في مستطيل رسالة ما
لا يُعبر لها بمجداف لوعة
لا ينقاد لها بلهيب مسافر
الحضور
وحده فقط
من يمسك طرف النهر
ويسكب الأسماك
في عصب شاعرة
.
.
.
راوية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى