عصري فياض - الرد الصامت

كوني أحمل فكرا معظم من يعرفونني يسلمون بإعتقادي به...لا تخلو جلساتي وحواراتي سواء المباشرة أو عبر الشاشة الافتراضية من النقاش حوله،أحدهم،هرب من الحديث معي بالقول هناك استاذ جامعي يحمل شهادة رفيعة بتخصص السياسة والتاريخ يناقضك الاعتقاد،ويمكن أن يكون مالكا للحجة التي تنفد معتقداتك وآراء السياسية المبنية عليها،فهل أنت مستعد لمناقشته أمام جمع من الطلبة الجامعيين ؟
أخذتني العزة بالاثم،وقبلت التحدي وقلت لصديقي الطالب : مستعد ...
فكان يوم المبارزة في ظهر يوم حار في قاعة من قاعات الجامعة...دخلت فصافحت الدكتور والقيت التحية على الطلبة الذين تمترسوا في مقاعدهم صامتين حتى لا تفوتهم شادرة ولا واردة من النقاش... فبدأ الدكتور عرض المسألة والتعليق على مفاصلها،بدأ نبرة منخفضة تخفي خلفها غيظا كبير،لكنه مع مرور الوقت لم يستطع كبح جماح غضبه،فانهارت منه الكلمات والعبارات والجمل الحادة،حتى لامس الشتائم العامة،وأخذ يتقدم نحوي شاهر وملوحا بشاهده أمام عينيّ،وأنا لا اكاد أن تستوعب ما يقول...كانت دهشتي بأنه رغم شهاداته واسمه العلمي اللامع،يتحدث كما كانت جدتي تتحدث عن اسطورة "سراج الغول" مع الفارق أنها كانت تسردها لنا بصوت ناعم هادئ لكي ننام،بينما هو على العكس يريد أن يستفزني...
سمعته وصبرت على ما يقول،حتى أعجب بما يقول معظم الطلبة وأيدوه،وعلى لحن ذلك الرضا،دخل في بعض التهكمات ليضحك انصاره،وأنا ما زلت صامتا... وما أن انهى حتى وقف معظم من هم في القاعة وصفقوا له بقوة،وآنا ما زلت صامتا مبتسما حانقا مستغربا من هذا المستوى من النقاش الذي يفتقر لدانى حدود العلمية واللياقة الفكرية ...
تراجع للخلف،ورمى بعصبية الطبشورالتي كانت بيده وقال وهو يسند ظهره للحائط : الان تفضل ورد على كل ما سمعته ...
بقيت صامتا اخفي ابتسامة مشفقة خلف شفتيّ، ومن هم موضوعيين من الحضور ينتظرون ردي عليه...
قلت له وأنا ما زلت جالسا.... هل انتهيت ؟
قال متحفزا : نعم ... تفضل وهات ما عندك ...
وقفت وتحركت نحو باب القاعة مغادرا....وانأ اقول له : اسمح لي بالمغادرة
فقال مستغربا : أتغادر؟ اين ردك وأين حجتك وأين دفاعك ؟؟
قلت له : ها هو قد حصل....ابارك لك الية الدفاع عما تعتقد ....
ثم خرجت غير آبه بالثرثرات من خلفي...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى