مصطفى معروفي - وجع الأمكنة

ما الذي قد طفا بين كفيك
حتى اختمرْتَ
وصرت ربيب الدوالي السعيدات
تظمأ قرب جداريك
تخفي القرابين ـ وهْي لظلك ـ في
معطف السنبلةْ؟
سوف ألقى إلى ساحل البحر نايي
وأثأر من حجر لم يزل ضالعا
في النوى
كي لدى الماء أبدو معافى
أجاري العنادل في الاحتفالات
يدفئني وجع الأمكنةْ
أتسلح بالحمحمات إذا خرجت من
هلام المدينة طازجةً
وإذا انكسر الشوق تحت رخامي
رميت إلى المشتهى وردة
ثم أعلنت جهرا بأن الهشاشة صارت
مكانا مريحا لكل العصافير
توصي المواسم خيرا بها...
لو يكلمني النهر حين أمرّ به
أو يجيء الصباح إليّ بنار العشيرة
ثم يساورني بلد مخمليٌّ
إذن لأخذت الطريق المؤدي
إلى الجسر
مغتبطا بهبوب الرياح صبيحة يوم الأحدْ.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
الشعر إن لم يكــن روح بــه صنَمُ
وناب قارئــــــه الإرهــــاق والسأمُ
يا ناظم القول ما في النظم فائدة
لو أنت كان لديـك الشعـــر يُحتَرَمُ
كن شاعرا سالكـا للشعــــر مسلكه
واحذر ففي جوفـــه للمـدعى نِقَمُ
فمدعيه وإن طـال المدى هــو في
رأي القريض ومن يدري بـه عَــدَمُ






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى