محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لو تخرجين الآن ...

لو تخرجين الآن
من شقلبات المساء في اقمصة الضوء الخفيف في وداع النهار
لو تنكسين راية حربك المغرورة
لنجلس هنا ، في تمام التعافي ، نُغني البنفسج ، ونخل الشمال ، وعاج الجنوب ، و نقارة القادمون من غبار التنقل بين الحروب ، وضفة خجولة تُكحل ارجل زوارها بالطمي
وذاك النعاس
الازرق لليل
في طُرقات امدر القديمة
لو تهمسين بصدركِ الآن
لعدلت تركيبة هذا الوجود الثقيل ، الى مشهدِ دائري ، حيث الصباح يبتدئ في الصباح
وينتهي في الصباح
ونحن متشابكين كطفلين يعبران الطريق الى المدرسة
مُتشابكين الى الابد
ولكن
هذا الزحام الجديد
لا يرانا معاً / يراني لوحدي / اجوب العيون الغبية وسؤالها العنصري
يقضم عني المسام الداكنة ، وطين الحديقة القديمة ، ومرجيحة الحي ، والمدرسة
وباعة الخرد ، ترزي المحطة الذي قاس كل الاجساد ، وحفظ النساء عن صدر ميلان
و تعريجةُ نافرة
تفضحني الذاكرة مشاهد تربك فيني الطفل
الذي سيُنادى في صفوف المشانق " بيا رجل "
يفضحني التلفظ باحرف تُشير الى ذكريات المطر
يفضحني التشبث ، بلون العصافير حين تشتم صخب المارة في صباح الزحام
يفضحني
من بين كل الذين استيقظوا متأنقين الجروح ، و فوضى المضي الى هتفهم
عبر بوابة الاسئلة
كُنت الوحيد الذي قد استدل بغصن النخيل ، يبحث عن بقالة تُبيع
السفر بجواز يكفي لجسدي الوحيد
مللت التسكع وفي الكتف يثمل الاصدقاء ، مللتُ التسكع وفي مرايا الروح تمكيج اُنثى احزانها ثم تسألني
لو سمحت
" مُد لي قميصي المخملي "
مللت الرحيل باجساد غيري ، لو كنت اعرف رهق الرحيل ، لانكرت نفسي
واصبحت غيري ، لاُحمل هكذا جميلاً الى الابد
لو تخرجين
من هذه الاحرف ، مثل البذاءة ، ومثل انكسار يعيد الوقوف على ساقه
النادل في المقهى ، يصب الصباحات ، في فنجاننا
لو تخرجين من اصابع النادل ، مشاغبة مثل المزاج الملغم ، بحمى المجاز
المطر يرسم خطوطه المائلة فوق الزجاج ، كأنه يعلن في مشهد الصبح قضبان سجن
كأنه يكيد لي بالبلل
ويقول لي ، الهروب هو الاخر ، سجنُ طليق
لو تخرجين
من الحاح المطر الدنيء ، لنصب الشوارع في يومنا ، ونصب المشاوير في كأسنا ، ونصب البلاد
في عناقٍ بطل
لو تخرجين من حقيبة تلك السيدة
ملطخة باسرارها كطفلة عبثت بطلاء جدران ، لعرفت فيكِ جميع النساء
لعرفت جميع النساء
في صدرك المُهمل ، كالهة كُسرت اظافرها ، في عراك
لو تخرجين من فمي
لكنت تفوهت كل السنين التي إلتهمتها دون ملح
لكنكِ لن تخرجي
ستبقي هناك وراء الليل ، تُأنبين القصائد ضدي ، والمومسات ، والزهور المُقربة من ليلكِ
ستبقي هُناك تشتهينني في الرجال الكثيرين
ثم تنامين
مُبتسمة البال ، كامرأة نجت لنهارِ جديد
ستبقي
في ازقة الموت ، والخمور المُقربة من أمسنا ، ترصفين المجازات
في الطُرق القديمة
وتزرعين المتاهة في الكلام الصريح
وتركلين الشتاء ، بعدة معاطف ، وعدة رجال
ستبقي هناك
تكذبين كل ما تتفوه به اشجارك الصادقة ، مواسم حُزنك ، وبكاء صدرك بين اصابع الواحدة حزناً
وشكوى الربيع من قسوة هذا الزبول الذي اهان فيكِ الصباح

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى