جبّار الكوّاز - غبار رسائل الغرقى...

لم يكنِ النهرُ يوما
صندوقا لرسائلِ الغرقى
وصيادي الموتى
وحين وقفتُ على ضفةٍ
يائسةٍ منه
صرختْ منه رسائلُ
تلهث...
رسائلُ منسيٓة
من :
(- عشاقٌ أغلقوا
عيونَهم
في
لحظاتِ الموتِ
على مرآى
حروفِ
عشيقاتِهم
الممحوة.
-نساءٌ مسبيّاتٌ كانت عباءاتُهنّ
سترا للقادمِ من
غضبِ الماء في سنواتِ
النار.
-أطفالٌ صاحبوا النهرَ لعبا
وسرورا
ولم
يفطنوا الى أعماقِه
السودِ.
-متسولون مارسوا الصيدَ
فلم
ينالوا
الّا قمامةَ افاقِ قادمةِ من
جبالِ الثلج.
-هياكلُ عظميةٌ ما زالت
تكتبُ
رسائلَها كلَّ
فجرٍ بأصابعَ
من
زبدٍ
وطميٍ
وقلق.
- أدعيةٌ منسيّاتٌ
أوردتْها
الينابيعُ من
سعيرِ رُقُمِ العالم
السفلي
القديم.
-شعراءٌ حاولوا الانتحارَ
فأنقذَهم
الماءُ
من البلل.
-تجّارٌ خسروا
أمانيَهم في
لعبةِ الاختفاء
من
ألاعيبِ الورقِ
الأخضر.
- رسائلُ
مجهولاتٌ من
عاشقاتٍ برمْنَ بالنهرِ
فسقطْنَ في
أحبولةِ
الضفاف.
-مؤرخونَ
لم يكتبوا تاريخَ
الامواجِ
بعد
أن سقطوا في لعبةِ
المدِّ والجزرِ
الأزلية.
- شعراءُ
مردٌ
ظلتْ قصائدُهم
تبكي
في حقائبِهم
طوالَ
ليالي النسيان.)
أقفُ أمامَ النهرِ
أكلّمُه عن رسائلي
التي
مزقتُها
في
شهورِ
الخوفِ
فتمرّ أمامي
لحظاتُ
الموتِ
كأنها سدمٌ
مجنوناتٌ
تتسوقُ الحياةَ
من
مواقدِ الجمرِ
كانت قصاصاتُ رسائلي
تبكي
ولساني مقطوعٌ.
ذاكرتي مثقوبةٌ.
وأنا
أمسكُ الماءَ
فتتسربُ من انينِ
اصابعي
المقطوعةِ
ظلالُ أسلافيَ
الغرقى
و
القتلى بحروب الحبّ
الأخوي
أين من يأتيني
برسائلي القديمةِ الخاتلةِ
في
أجسادِ الا شجارِ
و
لججِ أنهارِ
المنافي
وبقايا المدنِ
المحترقةِ
او
الدارسةِ
في
سجلّات الطواريء
أين...؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى