محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - كُنتُ في طريقي الى الله حين انقلبت الحافلة

كُنتُ في طريقي الى الله
حين انقلبت الحافلة
وفقدت حقيبتي المكدسة بالايام والمواقف ، و بطاقات النجاة
ورُحت وانا اخرج من المشفى
برجل واحدة
ويد واحدة
وجانب ايمن فقط مني
وبحيرة اكبر من خذلاني للعالم
رُحت افكر
ماذا سأقول لله وقد فقدت جميع ادلتي
انا الذي حملت قلبي
بكل السكاكين التي تناوبت عليه ، ككبش في مائدة عربية
قلبي الذي كل ما اهتز
سقطت منه امرأة ذات كعب شرير
قلبي الذي
يبكي كطفل
ويعشق كامراة شاعرة
وينسى كالماء
لماذا نحن سُكان هذه المجرة البعيدة التي تُسمى اليأس
فرحين هكذا
وكأن العصافير في القلب قد نجت من النبال
وكأن قطعان الذئاب الجائعة التي تمرح في الاوردة
وجدت طرائدها الطازجة اخيراً
وألتهمت نفسها
ففي العالم الفسيح
ثمة جروح لا تحتاج اذن الشعراء
لتؤرخ
تاريخ الحُزن في منفضة السجائر
ففي جيبي ، عدة اياد لمتسولين ، اختبأت من المطر
وفي المعطف احذية تتناوب عليه الصُدف ، لتمسح مشاويرها الكارثية على الرصيف
وفي ناصية ابتسامتي
تقف عاشقة ، تُدخن بافراط
وتسألني
" أين بقالة الترزي الذي قالوا أنه يخيط المشاوير المفتقة "
أين يمكنني استبدال قلبي
بدنانير من الوقت الفضي ، لانأم دون أن يزاحم رجل جسدي المسكون بفضلات الهزائم
هناك فُرصة تجلس في حديقة النهار
تتعرق
في الناصية
فرصة أن نعيد اصابعنا غير المستعملة لعيون القتلة
فرصة ان نجمع رؤوس الاطفال من جيوب القادة ، ونرسلها الى المدرسة
فرصة أن تطرق اصابع النجارين مساميرها في الاجساد الخشبية للمسمى ذكريات
فرصة أن نلتقط من امرأة فمها وهي تعبر الطريق
لنُساعدها على نطق
مشاعرها للمطر
القصائد مكتظة بالبكاء ، وبالايادي التي تدفع الرب عن كرسيه
لتجلس عليه
وتأمرنا
نحن الذرات الصغيرة من المساحة
نحن الذين نشغل من الارض اقل من نملةِ فقدت كيلوغرامات من وزنها
نحن الذين لا نُرى بالعين المجردة
نُأمر بدحرجة تل ، على صخرة
هناك فرصة سانحة
لنُحب الارض
في جسد
فالمرأة التي عبرت الطريق ، لم تجد الطريق
والرجل الذي انتظرها هناك ، لم يكن هناك
والوقت الذي اصيب بالحيرة
ابتلعه وقتُ
اكثر شباباً ، و أكثر إلماماً باكاذيب الفيزياء
هناك فرصة سانحة
لاعادة ترتيب اجزائنا ، واعضائنا العاطلة عن التنفس
هكذا قالت
الامرأة ذات الحواجب الكثة
وهي تشق صدري
وتخرج عارية
مثل حبِ مريع
هناك فرصة سانحة ، لرتق المشاوير المفتقة ، اخلع حذاءك ، وانفضه قليلاً
ثمة شوكة وامرأة يتعاركان في الداخل
وثمة حب ابله
يشاهدهما بحقد
هذا ما قاله بائع الصحف الذي باعني جُثة ، بدلاً عن الصحيفة
هناك فرصة سانحة للنسيان
اكسر الجمجمة
وامشي بلا رأس
فلا احد يتعرف على رجل يمشي بلا رأس
ولا اظنه ايضاً
يتعرف احد

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى