كنت أنفض عني غبار السنين وأنا ألثم جبين الجبل الذي كان يحمينا لنصف قرن.
ممدد تحت هذه الكومة لكن يدك معنا في كل منجز، رأيتك البارحة تخفي هامتك بين جمهور المباركين وقد غمرت الشمس مقلتيك، بلغني دعاؤك الحاضن لي كل أيامي وليالي لذلك كان الإهداء الفاتح إلى روحك النورانية...
الكثير حاول محاصرة ناظري و اتباع لحظي لكنهم لم يلمحوك، أتعلم لماذا؟
_ قولي ، انتظر جوابك يا مشاغبتي.
_ لأنّ وهج نورك حجب عنهم الرؤية.
_ آه يا بنيّتي كعادتك تتقنين فنون الاستجداء، ماذا تريدين هذه المرة؟
_ رضاك عني يا قرة عيني.
_ كل الرضاء، وماذا بعد؟
_ أن لا تنقطع رعايتك لي.
_ ما دمت على عهدك و ودّك لن يزول...
غادر الجميع القاعة بينما كنت أمسح دموع فرحي، انتهت لحظة التوقيع وتحصلت على جواز العبور إلى ملكوت الخيال ...
أخذت قبضة من تراب ندي قبلتها ، رفعتها عاليا إلى جبيني تمتمت بعض أدعيتي وهممت بالمغادرة بيد أن البرق خطف بصري مصحوبا بقصف رعد و زمهرير.
ماهي إلا لحظات حتى وجدتني جنبا إلى جنب مع والدي، أقبّله و عيناي تبحثان في زوايا مكانه الغريب، عالم جديد غير الذي أعرفه، كثير الضياء و النقاء.
في تلك اللحظة تكاثر الوافدون وجوههم مستبشرة ضاحكة...
هاماتهم عالية متطاولة و أبصارهم شاخصة.... تبادلنا الإيماءات و الإيحاءات ثم تناهى إلى مسامعنا صوت ترتيل الرحمان.... الرحمان...
صفير القاطرة الأخيرة أيقظ الجميع لكن والدي اختفى من جديد... طويت كتابي وأعدته إلى الحقيبة لكن تلك الصورة
سقطت أخذت أنفض عنها الغبار ثانية قبلته على جبينه وأنمته كطفلي الصغير في حنوّ.
سيدة بن جازية/ تونس
ممدد تحت هذه الكومة لكن يدك معنا في كل منجز، رأيتك البارحة تخفي هامتك بين جمهور المباركين وقد غمرت الشمس مقلتيك، بلغني دعاؤك الحاضن لي كل أيامي وليالي لذلك كان الإهداء الفاتح إلى روحك النورانية...
الكثير حاول محاصرة ناظري و اتباع لحظي لكنهم لم يلمحوك، أتعلم لماذا؟
_ قولي ، انتظر جوابك يا مشاغبتي.
_ لأنّ وهج نورك حجب عنهم الرؤية.
_ آه يا بنيّتي كعادتك تتقنين فنون الاستجداء، ماذا تريدين هذه المرة؟
_ رضاك عني يا قرة عيني.
_ كل الرضاء، وماذا بعد؟
_ أن لا تنقطع رعايتك لي.
_ ما دمت على عهدك و ودّك لن يزول...
غادر الجميع القاعة بينما كنت أمسح دموع فرحي، انتهت لحظة التوقيع وتحصلت على جواز العبور إلى ملكوت الخيال ...
أخذت قبضة من تراب ندي قبلتها ، رفعتها عاليا إلى جبيني تمتمت بعض أدعيتي وهممت بالمغادرة بيد أن البرق خطف بصري مصحوبا بقصف رعد و زمهرير.
ماهي إلا لحظات حتى وجدتني جنبا إلى جنب مع والدي، أقبّله و عيناي تبحثان في زوايا مكانه الغريب، عالم جديد غير الذي أعرفه، كثير الضياء و النقاء.
في تلك اللحظة تكاثر الوافدون وجوههم مستبشرة ضاحكة...
هاماتهم عالية متطاولة و أبصارهم شاخصة.... تبادلنا الإيماءات و الإيحاءات ثم تناهى إلى مسامعنا صوت ترتيل الرحمان.... الرحمان...
صفير القاطرة الأخيرة أيقظ الجميع لكن والدي اختفى من جديد... طويت كتابي وأعدته إلى الحقيبة لكن تلك الصورة
سقطت أخذت أنفض عنها الغبار ثانية قبلته على جبينه وأنمته كطفلي الصغير في حنوّ.
سيدة بن جازية/ تونس