( 1 )
تجولت اليوم في صفحات بعض الأصدقاء الإرتريين على وسائل التواصل الاجتماعي، فوجدت نفسي أمام مشهدٍ مألوف: مناقشات حادة ومناكفات متبادلة، تغلب عليها لغة التشهير والتعريض، وأحيانًا تصل إلى درجة من الوضوح التي لا تخفى على أحد.
في هذا الفضاء الإسفيري ، يبدو أن الكل يسعى لإظهار بطولاته وعنترياته، كأن كل فرد يحاول أن يثبت أنه حامي الوطن وسيادته، وأنه الأوحد القادر على حماية مصلحة البلاد من الأخطار.
وتجد الجميع يتبنى خطًا واحدًا في الرأي، ويتعامل مع من يخالفه في وجهات النظر كخائن أو عميل لا يستحق الاحترام.
هذه المناكفات، التي قد تبدو للوهلة الأولى حوارًا وطنيًا ، ليست إلا صراعًا وهميا غير مثمر يختبئ وراءه التوتر والشعور بالهشاشة.
إن محاولة فرض الرأي الواحد تحت شعار "حماية سيادة الوطن" غالبًا ما تتحول إلى أداة لتقويض الحوار المفتوح، وتمنع أي مساحة للتنوع الفكري الذي يُعدّ ركيزةً ضروريةً لأي مجتمع حي.
فالوطن، أي وطن، لا يُبنى بالاستبداد الفكري، بل بالتنوع والقبول بالاختلاف، الذي يعكس حقيقة تكاملنا الإنساني وتعدد أوجه تجاربنا.
في مثل هذه البيئة غير الصحية، يصبح كل اختلاف في الرأي بمثابة جريمة يجب أن تُعاقب، وتتحول الآراء المغايرة إلى نوع من "الخيانة" التي تزعزع الأسس التي بني عليها الوطن.
وهذا أمر في غاية الخطورة؛ لأن الوطن لا يمكن أن يُحفظ أو يُعزز بالقمع أو التخوين، بل بالحوار والتفاهم واحترام الرأي الآخر.
إن الوطنية ليست شعارًا يُرفع في وجه المخالفين، بل هي التزام عميق بالقيم الإنسانية التي تجعلنا نعيش معًا في سلام، نتبادل الأفكار ونواجه التحديات كأمة واحدة، رغم اختلافاتنا.
لقد أصبح من الضروري أن ندرك أن الوطن لا يتشكل من صوت واحد، ولا من رأي واحد، بل هو مجموعة متنوعة من الأصوات التي تتناغم وتتكامل مع بعضها البعض، وأن الطريق إلى الاستقرار والازدهار لا يكمن في إلغاء الآخر أو محاولة السيطرة على العقول، بل في فهم أن الاختلافات هي مصدر قوة، إذا ما تم احترامها وتوجيهها نحو بناء مجتمع قوي ومتقدم.
يتبع ...
تجولت اليوم في صفحات بعض الأصدقاء الإرتريين على وسائل التواصل الاجتماعي، فوجدت نفسي أمام مشهدٍ مألوف: مناقشات حادة ومناكفات متبادلة، تغلب عليها لغة التشهير والتعريض، وأحيانًا تصل إلى درجة من الوضوح التي لا تخفى على أحد.
في هذا الفضاء الإسفيري ، يبدو أن الكل يسعى لإظهار بطولاته وعنترياته، كأن كل فرد يحاول أن يثبت أنه حامي الوطن وسيادته، وأنه الأوحد القادر على حماية مصلحة البلاد من الأخطار.
وتجد الجميع يتبنى خطًا واحدًا في الرأي، ويتعامل مع من يخالفه في وجهات النظر كخائن أو عميل لا يستحق الاحترام.
هذه المناكفات، التي قد تبدو للوهلة الأولى حوارًا وطنيًا ، ليست إلا صراعًا وهميا غير مثمر يختبئ وراءه التوتر والشعور بالهشاشة.
إن محاولة فرض الرأي الواحد تحت شعار "حماية سيادة الوطن" غالبًا ما تتحول إلى أداة لتقويض الحوار المفتوح، وتمنع أي مساحة للتنوع الفكري الذي يُعدّ ركيزةً ضروريةً لأي مجتمع حي.
فالوطن، أي وطن، لا يُبنى بالاستبداد الفكري، بل بالتنوع والقبول بالاختلاف، الذي يعكس حقيقة تكاملنا الإنساني وتعدد أوجه تجاربنا.
في مثل هذه البيئة غير الصحية، يصبح كل اختلاف في الرأي بمثابة جريمة يجب أن تُعاقب، وتتحول الآراء المغايرة إلى نوع من "الخيانة" التي تزعزع الأسس التي بني عليها الوطن.
وهذا أمر في غاية الخطورة؛ لأن الوطن لا يمكن أن يُحفظ أو يُعزز بالقمع أو التخوين، بل بالحوار والتفاهم واحترام الرأي الآخر.
إن الوطنية ليست شعارًا يُرفع في وجه المخالفين، بل هي التزام عميق بالقيم الإنسانية التي تجعلنا نعيش معًا في سلام، نتبادل الأفكار ونواجه التحديات كأمة واحدة، رغم اختلافاتنا.
لقد أصبح من الضروري أن ندرك أن الوطن لا يتشكل من صوت واحد، ولا من رأي واحد، بل هو مجموعة متنوعة من الأصوات التي تتناغم وتتكامل مع بعضها البعض، وأن الطريق إلى الاستقرار والازدهار لا يكمن في إلغاء الآخر أو محاولة السيطرة على العقول، بل في فهم أن الاختلافات هي مصدر قوة، إذا ما تم احترامها وتوجيهها نحو بناء مجتمع قوي ومتقدم.
يتبع ...