محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - يخرجن ليلاً باردات مثل شاي المآتم

يخرجن ليلاً باردات مثل شاي المآتم، غير مكترثات كالندى الشتوي
فتيات الحُزن الصافيات
يؤنبن الخمر، والازمنة الزرقاء، والكتب العريقة
يضعن اصابعهن على شعر الصدر
يضحكن كالغانيات
ثم يرقصن بارجل حافية
يعرفن انفسهن بلا اسماء بل بروائح الازهار
كنساء يقربن من الضوء من جهة نجمة
ويقربن من الليل من جهة خيبة قديمة
ويقربن للقصيدة
من جريمة قتل منسية في محضر الذاكرة
بلغتن يا بنات افكاري عمر الجنس والرجال وحتى الخيانة
اخرجن الآن
نحو قلب شاعر يافع، او نحو ناصية رخيصة
ابتعن رجلا شاذا او نصف ثري ، او حتى رجل يُجيد الضحك دون أن ينزف من جهة صدره
تبرجن من كتبي
كلماتي التي تشبه البذرة، تزول مع اول اصابع مرتعشة
علمتكن التقبيل منذ عصر الحليب
وكيف تسقطن رجلا مشردا في فخاخ ضحكاتكن
كيف تعرين الساق
وتتركن للشعر الحكة
وقد جربتن معي الخمر والليل واحاديث الحرب
الآن اخرجن
البسن سراوليكن التحتية، اكشفنها للقمر
للضوء السكران من نوافذ الخميس
وللوقت الذي تكون فيه النجمة اُنثى أكثر مما ينبغي
انا الآن
احاول أن اجعل لشعري نساء حقيقيات
من دم ودموع وجثة رجل
نساء ينكسرن كالثقة في الحروب وفي الافلاس السنوي للمطر
نساء يحلمن في الظهيرة بيد تحمل مظلة
يحلمن في الليل باصابع تبوح بشهوتها دون أي تذمر
تحلق عاناتهن بالمزحات السخيفة حول الفرح
يمكنكن أن تتحررن
تكسرن قضبان الايدي التي تتوقكن
أنا الابوي المتغطرس
اطلق سراح اجسادكن التي عكرت في دماغي الشعر
اريد أن اعيد الغابات المحتجزة في الرماد الى عصافيرها
والماء المدخر في الاواني التي سحبتها فتيات القرية الى اعشابها
والعشب البحري الى امه في الطمي
اريد أن اُحرر
من الطين
التفاح والخطيئة وعانة آدم من العشب
املك اللغة التي تكفي
لابني لآدم
بستانا من التفاح، ولحواء سلة كاملة من الخطايا
وما تشتهي من حرام
اخرجن يا فتيات افكاري المتشحمات
لقد سرقتن ما شئتن من الارز، وتركتم القدور تطبخ ذكرياتها والعيون
سحبتن الليل من فراش الى فراش
ومن قلق الى قلق
سكبتن الابواب في المواعيد، وشويتن الطُرقات للمارة، حساء المشاوير الكارثية
والليل الابله
المخصي من جهة المرأة الوحيدة التي اشتهته
بالغتم في الاغواء والتعري له
يا فتيات افكاري الزانيات، بي، بنسائي، بقدرتي على النوم في وسائد من الدموع المطوية بعناية الحب
يكفيكن ركضاً هنا
وهناك
جربن الآن الارصفة
السير تحت المطر، وضع اصابع عاشقة تحت الورك، والتأوه ولو عبر المزاح
يكفيكن كل هذا البكاء
جربن عُهر البيوت الآمنة
صخب الموسيقى الموسمية للجسد
جربن أن تمتن في قبلة
جربن أن تُنسون في عناق
جربن أن تمتن
في حادثة
حزن
وفي غُربة شابة
وفي شهوة طاعنة في البلاد حد الشيب

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى