محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لقد طالبت امي بمحاكمة العالم ، لانني لم امت مبتسما

لقد طالبت امي بمحاكمة العالم ، لانني لم امت مبتسما
وقد كُنت مندهشاً من ذلك
و اندهش صديقي الذي سمع الخبر من صديقي الآخر وهو ممسكاً عضوه يتبول على جدار
وقد اندهشت بائعة القهوة المُفضلة عندي وهي تعد احدهم باثدائها
اندهشت الطاولة التي انهكها الثبات الطويل
ولكنها كانت تملك ارجلا اقوى من خيبتها لهذا صمدت الخيبة اكثر منها
اندهشت فتاتي وهي تحرك اصابعها في صدر احدهم ، وقالت وهي تمسح على شعر صدره
" لم يكن دافئاً مثلك "
فعلت ما تفعلنه النساء عادة ، جعلنا نؤمن بأننا الافضل في كل حب
نعيش في بلاد ديمقراطية الآن
لن يعتقلوا امي ، بتهمة تقويض النظام ، او لأنها اساءت تفسير فم الجُثة
او فمي من الجثة
لذا قاموا باخراجي
من دفتري
مقبرتي الورقية
كان التشريح يتجاوزني قليلاً
مثلاً لم يفتحوا قلبي من الجهة الخلفية
او رأسي من اتجاه الدوار، والكأس الاخيرة
بل بحثوا عن سجلي الجامعي ، لقد درست ، حظيت بمعدل جيد ، وعرفت فتاة
وصادقت الكثيرين ، لم امت متعثرا بدرج سلم ، في القاعة عشرة اذن
بحثوا في الاماكن التي عملت بها
في المنطقة الصناعية كنت جيداً ، لا اغش
اذن لم ابتلع محرك سيارة
في المركز الصحي ، وانا اقلم برامج التحصيل
لم ينغلق متصفح على عنقي ليبتره
ولم اتسمم بمبلغ تافه، او بمحبرة طابعة
وقد شهدت المؤسسات الثقافية بأنني كنت اضحك ، واغني واثمل
البقالات شهدت أنني اشتري السجائر الجيدة
وبحُر ليلي وحزني
المقاعد على الضفة ، مازالت تحمر خجلاً ، لقد ضاجعت فيها احداهن
وقد كان يشتري بنطالا في نهاية كل عام
ويصوت للجهة الخطأ في الانتخابات، ويراهن على اشياء خاسرة ، ويتعلم الندم من الصفر ، ويصمت امام كل هذا التشوه مثل الجميع
وقد كان يغض الطرف عن
عورة الجوع
وكان يحب النساء والشرطة والقطط والخمور الرديئة
وكان يعمل احياناً حارساً للحزن
امام اخفاقات النساء في حياكة الحب
لقد شرحوا صمتي، وجدوا الكلمات التي اصيبت بالفطر، لأنها خُزنت دون اذنها
و قد شرحوا لغتي
وجدوا مغازلة تبحث عن امرأة اثداؤها من الفخار
او من طين المقبرة
لم يكن موتي اذن حادثاً
كان فقط رصاصة صديقة، ضايقها الشتاء
وارادت معطفاً
كانت رصاصة صديقة يا امي، ولم يطلقها جندي خرجت من نهدي امرأة
قالت في لحظة نشوة
( أنني راحلة )

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى