محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - نص لذكرى الجميلة جواهر

حين اعارتني صديقتي Jojo Luka كتاب (اخرج في موعد مع فتاة تُحب الكتابة)
اُصبت بالحيرة
ذلك أني اعرف انني اجيد الكتابة، وأنني اسوأ اختيار لأمرأة، مما يجعل فتاة تُجيد الكتابة يسوؤ
الذين يُجيدون الكتابة، لا يُجيدون ابتكار الاحداث، مُصابون بتفاصيل اخرين، مزاجيين كالاوراق الفارغة، تحبل بما شاءت من احرف
من يُجيد الكتابة لا يـجيد غيرها
القصيدة هي ان نجرح الزهرة لنمدح عطرها، القصيدة هي أن نكسر الجوزة لصالح فمنا والعصير، أن نخلف الموعد لنلتقط خيبة الطاولة
أن نغازل نادلة دون إذن المنشفة
النص يأتي من عميق الفاجعة، القهوة ليست ونيس الكاتب، القهوة الدم المُراق في طريقه
من جسد امرأة لطاولة مقهى
ماذا يعني الحبر الملتصق على الاصابع ؟ لا يعني اكثر من خبل الاصابع، وغباء الامساك
ولا يشير الى عمق، وخالي من رمزية العاطفة
القهوة المسكوبة على طاولة المقهى اكثر فصاحة من اكواب النبيذ الفارغة لأنها تحمل احتمال ارتباك
احتمال موعد
ازدحم بالرغبات الموقوته
الفتاة التي تُجيد الكتابة، تُجبرك على قراءة جرحها من بين ابتسامتين، تقتلك لصالح كلمات رثائك، تتهمك بالتسلط، وانك من قتل سيلفيا، والسيدة كنغستون ، وكل نسائها المنتحرات
ستتعرى تماماً في غرفتك المُهترئة
وحين تُصيبك الرغبة بالحيوان فيك
ستجلس عارية
منتصف السرير، تُطالبك بالهدوء
انت الممتلئ بالعطوب ، بالترهات، بالشكاوي، بارهاق المُدن غير السعيدة
الممتلئ بالصرخات الممنوعة
عليك أن تصمت، لأنها وامام كل اللحظات التي استهلكتها امام التلفاز، امام البحر، وفي مداعبة اعضائها الخجولة
اختارت هذه اللحظة
هذه اللحظة بالذات لتكتب، لتكتب عن رجل، قد يكون غيرك، لكنها ستقرأ لك النص ستُقنعك بانه انت، لأنها كاتبة
المواعيد معها كارثية لن تأتي في موعدها، ستاتي متأخرة بأكثر من موعد، لأنها ستقف كثيراً في الطريق، ستنصت لنداءآت الباعة المتجولين، وكأنها تُحصي احزانهم وهزائمهم، ستلتقط عن الصبية الجالسين على مؤخرة المُدن، البراغيث، وصغار القمل، ثم ستقبل رأسهم، ستتبرع لامرأة مسنة شاركتها الجلوس في الباص عقدها الذي اهديته اياها في مناسبة ما، العقد الذي كلفك راتب شهر، لا لشيء سوى لأن تلك المسنة ذكرتها باصابع جدتها وهي تمشط احلامها البكر في مشهد نخل
ستأتي متأخرة دائما
وهي ايضاً هشة، لأنها ستفسر كل احزانك على انها قصائد، ويجب أن تكون احزانك بليغة، وصرخاتك كذلك
الخروج مع فتاة تحب الكتابة، هو محاولة الركض من الامطار في ارض خاوية، لا نجاة لك
ستُصيبك بالبلل لا محالة، لكنك حين يتلاشى الموعد، ستكون مسكونا بالاسئلة
بالوجه الذي استعار صغار الاماني واعطاك البحر في كأس
مسكون بطفولتها التي حدثتك عنها، عن الشجرة التي صعدتها وسقطت عنها فنتج ذلك الشلخ القديم
عن مسبحة جدتها التي خبأتها
كما انك ستغار، لأنها ستخبرك عن حبيبها الذي كان يترصد قصائدها فذُبح لصالح النص
وفي النهاية ستتركك مبللا بها
ستنتظرها لموعد اخر، ستتأخر فيه لأكثر من موعد، وحين يأتي، يأتي كالامطار ممتلئا بالحكايات الشهية
لا تخرج مع فتاة تُحب الكتابة
لأنك ستُحب الكتابة
وهي اللعنة الوحيدة التي لا ينبغي التورط معها ابداً

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى