مروى بديدة - حديث امرأة الى كلب مريض

مم تخاف
إنك حتما تشعر بالسأم
لقد بالغ احدهم في أذيتك و غدوت كسيرا
هكذا إذا يفعل أحدنا بقلب الآخر
فيصير كلبا مريضا أشد منك تعبا
بني اي -كلبي- ، يا أيها الصبي العاجز
انهض و امش
غادر مخدعك الى الغابة حيث ستفتح عينيك
و تحت شجرة مظللة يمكنك البكاء دون أن تخجل
وعلى بساط من عشب و ماء تستقبلك رياح هادئة
وكائنات غير مرئية لا ترغب في احراجك
الطبيعة ! آه القوة التي تقدر على مداواتك
حينما لا أحد بامكانه فهمك
والجميع يجزم بموتك الوشيك
آه ! صاحبك محطم أيضا
لم يعد بامكان البشر فعل شيء حيال أحزانهم
ما فتئ الحب يجوب بيننا
يحمل سيفا من نار ،يمسكه غاضبا بكلتا يديه
من يجرؤ على منازعة الحب !
ليس وديعا كما تظن ...ليس مريحا و لا تتخلله الرأفة
إنه بالغ القسوة ، غريب الملمس
و عيناه متالقتان ، كعيني ملاك يخدعك بالحنو
أيها العزيز _اي الكلب_
لست أقل شأنا من طفل صغير
لكن العالم مليء بالألم
من سيهتم لأحزان كلب لطيف
غير كلب لطيف مثله
والعصافير الجزعة و الموتى الذين عرفوا امورا صادمة فيما بعد
و الشمس حينما تلبث مسالمة و تهبك الدفء دون أن تحرقك
صافحني قبل أن ترحل
و يصير نباحك جزيئات دقيقة مع الأقطاب و المجموعة الشمسية
و جلدك الرقيق المكسو بالوبر يتماهى مع قمر شتوي كئيب
جسدك بالكامل يستحيل الى اشياء مريبة و ساطعة
عشت عاجزا و وفيا و خدوما
لايمكن ابدا كتابة اسمك على ضريح
من سيصدق ذلك !
أنت ستحضر فقط في القصائد
و ترنيمة القداس
و جروحك المتآلفة ستكون لغة صعبة التفسير.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى